اليوم : الثلاثاء الموافق 21 يناير 2025
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين ثم أما بعد ارحموا الفقراء والمساكين والضعفاء والمعوزين والأيتام والمحتاجين والأرامل والمنكسرين فبهم ترزقون وتنصرون وترحمون وهم أول من يدخل الجنة من هذه الأمة، عند الترمذي وقال حديث حسن صحيح قال صلى الله عليه وسلم " يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ونصف يوم " فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى، أنهارها تجري في غير أخدود، ظلها ممدود وخيرها غزير غير محدود فتبارك الرب المعبود.
ولهم فيها من كل الثمرات، أما الفواكه فمتنوعة، لذيذة الطعم سهلة المنال على المتناولين وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون، الجنة دار جلّ من سواها وعز من بناها دار طابت للأبرار منازلها وهيأت وزخرفت لسكناها دار تبلغ النفوس فيها مناها رياضها الناضرة مجمع الأصفياء المتحابين وبساتينها الزاهرة نزهة المشتاقين وخيام اللؤلؤ على شواطئ أنهارها بهجة للناظرين يتمتع أهلها في كرم الرب الرحيم وينظرون بأبصارهم إلى وجهه الكريم، فقال الله تعالى " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال علي الآرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم " وفي الجنة يتزاور الأصحاب والأقارب والأحباب ويجتمعون في ظلها الظليل ويشربون من الرحيق والتسنيم والسلسبيل.
متحدثين بنعم المولى الجليل قد نزع من قلوبهم الغل والهم والأحزان وتوالت عليهم المسرات والخيرات والكرم والإحسان، ولمثل هذه الدار فليعمل العاملون وفيها فليتنافس المتنافسون، فواعجبا كيف نام طالبها؟ وأين خاطبها؟ وكيف رضي بالدنيا من سماع أخبارها ؟ حيث قال الله تعالى " إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا " واعلموا أن البنات والأخوات من أسباب دخول الجنات، إذا أدبهن وليهن وعلمهن وأحسن إليهن وزوجهن الزوج الصالح الكفء، وما نراه اليوم من تفلت الزمام وضياع الخطام وتمرد كثير من النساء وخروجهن للأسواق ومع السائقين وفي المنتزهات والمراكز التجارية بلا محرم أو رقيب أو حسيب.
لهو خيانة للأمانة ودليل على نزع الغيرة من قلوب أوليائهن وقد جاء الوعيد الشديد لمن فعل ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد إسترعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة " متفق عليه واللفظ للبخاري، والديوث لا يدخل الجنة وهو الذي لا يبالي بمن دخل على أهله أو مع من خرجن فالجرم عظيم والعذاب أليم، وكما أن الوضوء سلاح المؤمن ودليل على حب صاحبه للصلاة، وتلاوة كتاب الله، إذ لا صلاة ولا قراءة إلا بوضوء سابغ حسن، وإسباغ الوضوء وهو أن تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
إضافة تعليق جديد