اعداد عيد صالح
التفسير لما ترمز اليه هذه الأدوات الهندسية أو سواها قد يختلف عند محفل غير المحفل الأسكوتلاندي، فالزاوية مثلاً ترمز عند محفل الشرق الأعظم الفرنسي الى تأثير الإنسان على المادة والى ضبط الفوضى.
وأما البيكار فيرمز الى النسبية التي تقاس بها، أو تحدد بواسطتها أكبر الميادين وأقصى درجات الإبداع التي يتوصل اليها النبوغ الإنساني.
وخيط الشاقول مثلاً، عند ماسونيين غير الأسكوتلانديين، يعني الأداة التي لا تخطئ، وهو مثل سلم يعقوب يصل السموات بالأرض، وهو علامة الاستقامة والحق.
وهذه الأدوات، وغيرها من أدوات هندسية يستخدمها الماسون، يدعونها الجواهر المتنقلة لأن الأساتذة العظام، في المحافل والمنبهين، يحملونها معهم دوماً ويسلمونها لمؤسسي المحافل الجديدة عند تكريس محافلهم.
ومن بين محتويات المحفل: المطرقة وهي "ترمز الى صقل العقول، وتنظيم الأعمال وتجديد القوى، والاستمرار على الجهد، واحتمال المصائب بصبر وجلد"
ومن بين المقتنيات في المحافل: الكتاب، وهو التوراة، ويقصد به الماسون أنه النور الذي يبدوو الظلام من أمام أعينهم، وهو المعين في ضبط أحكام الإيمان عندهم كما يعتقدون.
وأكرر: إن رمزية الأدوات ليست واحدة عند الجميع، وهذا هو حال كل الحركات السرية الهدامة، حيث تترك هذه الرمزية مساحة واسعة للمناورة على من يريدون تضليله حيث يفسرون له الأمور وفق ما يهوى وما يحب.
فالبيكار مثلاً، الذي مر ذكره على أنه مقياس نسبي لميدان النبوغ الإنساني، وهذا في مفهوم الشرق الأعظم الفرنسي، يرمز عند بعض محافل الاسكتلانديين الى أنه العامل المساعد على حفظ الماسون ضمن الحدود اللائقة التي تربطهم مع الجنس البشري وخصوصاً مع أبناء عشيرتهم الماسونية.
تبقى مسألة في موضوع الرموز هي أسلوب التعارف بين الماسونيين، والذي قد يختلف بين محفل ومحفل، ولكنه في المحفل الأعظم البريطاني (الاسكوتلاندي) على الوجه التالي: يكون التعارف بالقيام بحركة "خاطفة تمثل قطع الرقبة بإبهام ممدود، ثم يدرب على الطريقة الخاصة في المصافحة، وتكون بضغط الإبهام على المفصل الأول من خنصر الشخص المقابل، كما يدرب على الخطوات الماسونية الخاصة، وهي وضع الأقدام بزوايا قائمة" .
لقد استعرضنا بعض التفسيرات الرمزية لأدوات وحركات يستخدمها الماسونيون في سلامهم وسلوكهم ومحافلهم وعضويتهم، ولكن، كما ألمحت، ليس مفهوم ما ترمز اليه الأدوات واحداً بسبب تعدد المحافل ومناهجها، ولغرض آخر هو موافقة الأمزجة المتعددة لمن يريدون التغرير بهم، وإيهامهم أنهم عرّفوهم بعض الأسرار والرموز وبقيت أخرى سيتعرفونها بالتدريج.
إنما حقيقة الأمر، كما يقول الماسونيون أنفسهم، هي أن ما أباحوه ليس أكثر من صور جزئية مشوهة تدفع بعض الأشخاص باتجاههم لاستطلاع حقيقة حركاتهم فيتورطون معهم ويضلّون السبيل. فالسر الماسوني كما يقولون:
"ينتقل عبر الكلمة والصورة والكتابة، والكتابة هي الشعائر وهي لم تنشر إلا بصورة جزئية وناقصة.
فالشعائر العائدة للدرجة الأولى، أي للمبتدئ، هي معروفة أكثر من سواها. أما الشعائر المتعلقة بالدرجة الثانية، أي للرفيق، فلم تطبع أبداً، والنصوص المتداولة عنها مبتذلة وساذجة. والشعائر العائدة للدرجة الثالثة هي معروفة بصورة مبهمة أسوة بشعائر عيد مار يوحنا (الواقع في الصيف). أما شعائر عيد مار يوحنا الذي يحتفل به في الشتاء وكذلك تلك التي تتعلق بممارسة وظيفة الأستاذ الأعظم، وهي أعلى رتبة في الماسونية، فلم ولن يكشف النقاب عنها أبداً. من هنا يتبين لنا أن الماسونية الممارسة ما تزا لتحتفظ بالكثير من الأسرار على الرغم من أنها اشتهرت بأنها كشفت جميع أسرارها
بعد هذا الاعتراف الماسوني بأنهم لم يكشفوا من أسرارهم إلا القليل المجتزأ، وأبقوا الجوانب الهامة غامضة طيّ الكتمان، وهذا أمر بديهي، ولو قالوا غير ذلك لما صدقناهم لأن الحركة الماسونية أنشئت لأهداف معادية للدين، للقومية، للوطنية، للقيم، للأخلاق، ولذلك ليس من مصلحتها أن تكشف خططها فتسهل بذلك محاربتها، وإفشال ما ترسمه من مؤامرات.
لهذا السبب نقول، لمن ظنوا أن الماسونية حركة للسلام والإصلاح الاجتماعي: إنكم واهمون أو متآمرون. ونقول لمن دخلوا مع الماسونية بحجة أنهم سيكشفون أسرارها ويغادرونها: إنكم كالظمآن في صحراء يحسب السراب ماء، فلن تعرفوا عنها أكثر مما هو منشور في أدبياتها التي كتبها الماسون أنفسهم، وهذا الأمر استنتجته عندما كنت في مرحلة تجميع هذا الكتاب حيث لم أجد في الكتب التي زعم أصحابها أنهم كانوا ماسونيين وخرجوا بعد أن اكتشفوا حقيقة هذه الحركة وأنها في خدمة الصهيونية، أكثر مما هو مكتوب بأقلام الماسونيين وأنظمتهم
هل تعرفون ماهو الحلفان او القسم الذي يؤديه الماسوني قبل ان يدخل الماسونية
(( أنا , ( فلان , ابن فلان) , أقسم باللّه , بالكتاب المقدّس و شرفي , و قد أصبحت عضواً من تسع مؤسّسين للجمعيّة , القوّة الخفية , ألزم نفسي يأن لا أخون إخوتي الأعضاء في أي شيئ قد يضرّ بشخصهم , ولا لخيانة أي شيء بخصوص قرارات الجمعيّة . ألزم نفسي بأن أتّبع مبادئها , و أن أدرِكَ جيداً القرارات المتتالية المعتَمَدة من قِبَلكم , التّسع مؤسّسون , بالطّاعة و الدّقّة , بالحماسة و الإخلاص . ألزم نفسي أن أعمل لزيادة في عدد أعضاءها . ألزم نفسي بأن أهاجم أيّ شخص يتّبع تعاليم يسوع الدجّال و لمكافحة أتباعه حتّى الموت . ألزم نفسي بألا أفشي أياً من الأسرار التي حُفِظَت بيننا, نحن التّسع : لا بين الدّخلاء و لا بين الأعضاء المنتسبين .
إذا ارتكبت اليمين الكاذبة و خيانتي مؤكّدة في أننيّ قد كشفت أياً من الأسرار أو أي نص من نصوص القوانين المحفوظة حفظاً بيننا و بين ورثتنا , فعندها سيكون لدى لجنة الثمانية كل الحقّ بقتلي بكلّ الوسائل المتاحة
إضافة تعليق جديد