كتب / أدهم عباس
مَاذا لو وضعتُ علي نصية شارعها لافته مدوّن عليها بِكُل إمتنان
" يسكُن في تلك المنازِل لصٌ ، اختلس قلبي "
..
ماذا لو حدثتُ سُكان الحيّ الذي تَسكُنين فيهِ واخبرتهُم أنّي تمنيتُ لو كُنت بدلاهُم يومًا لـ أسرق النظرات ، واشاهدك حين عودتك ومَجيئك ، واطُّل كُل صباحًا مِن شُباك غُرفتي لاختلس مِن ضحكتك نورًا لِقلبي لا يُظلم بَعد
..
مَاذا لو كان بِمقدوري ان اتوسد صدرك واُرتِل عليكي مآساتي حين هجرك ، وبُكائي بلا جدوي ، وغضبي مِن تلك الاشياء البسيطه التي المُفترض ان تُأخذ علي محمل المزح ، وعن أخر فيلم ديزني قُمت بِمشاهدتُه.. ماذا لو حدثتك فـ اللاشئ ورأسي العنيد يتوسد صدرك واحدي ذراعيكَ ملفوفه علي جسدي والاخري موضوعه علي رأسي كما كُنتي تصفين ليّ دائما كيف تقومين بِعناقي اوقات ضعفي .. اعتقد إني الأن في امس الحاجة لِذاك العِناق ، ولكن بختلاف ان تُعانقيني بعينيك وروحك قبل جسدك ، ان يلتف ذِراعيكَ عليّ بِقوة حتي تُبدل قِلوبنا مِن عِزم الضمة حتّي تُحكي لكَ تنهيدات قلبي ما يعجز لساني عن تفوههُ
..
ماذا لو كُنتي جاريتي ، وشُباك غُرفتي امام شُباك غُرفتك واعلم موعِد إطلالك مِنهُ صباحًا ومساءًا وأطُل أنا ايضًا في تمام الساعة بِحُجة أن أروي وَردتي .. ويعلم كُلاً مِنا سبب إطلال الاخر ويختطف كُلاً مِنا النظرات دون عِلم الأخر
..
ماذا لو كانت الحياة بِخفه روحك ، وبساطة إبتسامتك ، وجمال عينيكَ ..
ماذا لو تلاقينا في قديم الازَل ، كُنت سأرسل لكي رسائل ورقيه بِعدد دقات قلبي ، وسيغضب رَجُل البريد مِني ..
كُنت مع كُل إطلال شمس يومٍ جديد أُرسِل لكي جوابًا يُحمل في ثناياه قَلبي .. أعلم رَدك الأن وانتي تمزحين وتقولين أيُرسل القلبُ رسائل يا ابله؟
نعم يُرسل ، أُقسِم لكَ كُنت سأرسلهُ مع كامل أمتناني وخالص شُكري لوجودك هُنا
ايضًا حين يولد القمر ضوءهِ الساطع في كبد السماء كُنت سأرسل لكي رسالة مكونه مِن مائه كلمة كُل سطورها تحمل كلمة واحدة مِن اربع حروف وهما "ألفٌ" و"حاء"و "كاف" وفَ وسط"الحاء "و"الكاف" حرفُ "الباء" مع ضم الالف وكسر الحاء وسكون الباء وفتح الكاف ..
وحين تُمطر السماء ، كُنت سأُرسِل إليكي "كيف الله جعلكي صيبًا نافعًا لِقلبي"؟
وحين سماع نبرة صوتك كُنت سأُرسِل إليكي "حين سماع صوتك تُسري في عروقي الدماء ، وتُنبِت الزهور في جوفي ، وكأن جوفي ارضٍ جدباء سقط عليهِ الغيثُ بعد حين"
وحين اشتياقي إليكي كُنت سأُرسِل إليكي "كيف يُمكن ان يتجسد الوطن في شخصٌ وانا المُغترب ، المُشتاق لِـ لقاء أرض بِلادُه"
وحين عِناقك كُنت سأهمس في أُذنك قائلاً ؛ "ادركتُ كيف يُمكن ان ينفُث الرب الروح في جسدي مرتين "
ولكِن كُل ذلك ليس مُعبر ، كيف يُمكن لِقلم لمْ يتجاوز السنتيمترات أن يُعبر عن شعور يُشبه ثلاث اضعاف حجم المجرة ؟
كيف تستطيع إمراة واحدة أن تُوفي وصف جيشٌ مِن الرجال ؟
أخر ماسأقوم بتدوينُه وإخبارك بِه ..
" أنا الذي أحبّك أكثر مِن التي انجبتك ، الفرق بيننا انها حَملتكي في رَحِمها تسعة اشهُر ، أما انا حَمَلتُكي في قَلبِي سنواتٍ عِدَّة قبل ان تلتقي اجسادنا ، وَستبقي حتي دنو أجلي ".
إضافة تعليق جديد