كتب:- سمير عادل
تنتشر في العديد من القرى والمدن في أنحاء مصر مصانع " بير السلم " , وهي مصانع تقام من دون ترخيص وتفتقد شروط الأمن الصناعي ولا تخضع لأي نوع من الرقابة سواء الأمن الصناعي أو جهاز البيئة أو الصحة .
ففي محافظة القليوبية وفي ظل إهمال الأجهزة التنفيذية والمحليات يوجد أكثر من 300 مصنع دون ترخيص ولم يقف الأمر علي ذلك بل وصلت المصانع حتى لاصقت منازل أهالي القرية في منطقة قليوب وميت نما وباسوس , مما يعرض أرواحهم للخطر .
ففي عزبة المرواحي بقليوب وفي ظل غياب المحليات يحكي " مجدي نصير " , شاب عشريني , عن احد الأشخاص الذين حولوا بعض المخازن إلي مصانع صهر المعادن واستخدام مواد قابلة للاشتعال , وهو ما أدي إلي تلوث المنطقة وظهور حالات تشوه بين الأطفال في القرية , وقد قدم الأهالي شكاواهم إلي كل أجهزة الدولة وقاموا بتحرير محضر رقم 2362 لسنة 2015م . وأكمل من شدة العمل داخل هذه المصانع واستخدامها للكهرباء المخصصة للمنازل بصورة كبيرة أدي ذلك إلي انفجار المحول الكهربائي الملاصق لأحد هذه المصانع , وهو ما هدد باحتراق القرية بالكامل " هو فيه بعد الكهربا حاجه تاني يعني ", وأضاف أن صاحب المصنع قام بتبوير 3 أفدنة زراعية وتحويلها إلي مخازن رغم وجود 3 أعمدة للضغط العالي بداخلها .
وخلال جولة " شبكة مصر 24" في منطقة باسوس , حيث الشوارع الضيقة والشكائر المعبئة بالمنتجات البلاستيكية ووجود البضائع أمام المحلات بشكل عشوائي , كما أن المخازن تمتد علي مساحات كبيرة أسفل العقارات السكنية و بها منتجات بلاستيكية بكميات كبيرة جدا وبراميل ضخمة مع وجود العشرات من الشباب والفتيات يؤدي كل منهم عمله , وتعتبر باسوس أهم مناطق صناعة المنتجات البلاستيكية غير المرخصة .
فقد تحدث معنا الحاج سعيد , وهو صاحب ورش تصنيع منتجات بلاستيكية , وقال امتلاك ورشة في باسوس ليس امرأ صعبا , فهو لا يحتاج إلي استخراج تراخيص من إي جهة حكومية , فمجرد استئجار مخزن في الدور الأرضي لأحد العقارات وشراء عده ماكينات تصنيع بلاستيك بالتقسيط بالإضافة إلي عمالة رخيصة من أبناء القرى المجاورة تصبح " حاج " من أصحاب ورش البلاستيك . وقد وصف الحاج سعيد صناعة البلاستيك في مصر " بأنها استثمار مضمون , وقال لا يوجد منتج إلا ودخلت فيه صناعه البلاستيك بدءا من ابسط الاحتياجات وهي الشماعات و حتي الأجهزة الكهربائية .
كما غضب الحاج سعيد ورفض وصف منتجات البلاستيك بورش باسوس بأنها مضروبة , مؤكدا انه يقوم بتصدير منتجاته إلي جميع محافظات مصر وقال " ورثت مهنتي عن والدي واعمل بها منذ ثلاثين عاما , حرصت فيها علي الحفاظ علي سمعة والدي في إنتاج البلاستيك ذو الجودة العالية , وأحاول مواكبة السوق وتطوير منتجاتي قدر الإمكان ".
وعندما تضع قدمك في شوارع باسوس يتهافت عليك أصحاب المحلات لمساعدتك في الحصول علي طلبك من جميع المنتجات البلاستيكية بداية من المنتجات المنزلية وحتى مواسير الصرف الصحي وكابلات الكهرباء .
وقال محمود عبد العال , عامل بأحد المحلات , ليس معني أننا اقل سعرا إن منتجاتنا رديئة أو اقل جودة , ولكن غرضنا جذب الزبون إلي بضاعتنا , وأضاف أن الزبون يبحث دائما عن السعر الأرخص , وانتشار ورش صناعه البلاستيك في باسوس خلق حالة من المنافسة بين أصحاب الورش , لذلك يحرص كل منا علي صناعة أجود منتجات البلاستيك بأقل تكلفة , وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة .
وفي نهاية جولة " شبكة مصر 24 " , برر لنا الحاج محمد عوض , احد أصحاب الورش , سبب عدم وجود تراخيص للورش والمصانع في باسوس , وقال يرجع ذلك إلي أن الحكومة وضعت شروطا تعجيزية , مشيرا إلي اشتراطات اتحاد الصناعات إلي جانب فرض الضرائب الباهظة وتأمينات اجتماعية يؤديها صاحب الورشة عن العمال , ويري أصحاب الورش أنها لا تلاءم ميزانياتهم وأضاف الحكومة تعاملنا كمستثمرين وليس أصحاب مشاريع صغيرة , فبدلا من تشجيعنا علي الاستثمار ودفع عجلة الإنتاج , تحاربنا الحكومة وتفرض علينا ضرائب باهظة , وهو ما دفعنا إلي بناء مشروعاتنا بعيدا عن أعين الحكومة .
إضافة تعليق جديد