متابعة - عبدالصبور بشير
افتتاح مشروع كشف طريق الكباش الفرعوني وإحيائه سوف يحول مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم
الأقصر (مصر) - بدأ الموسم السياحي مبكرا في مدينة الأقصر المصرية الغنية بالمئات من المقابر، والعشرات من المعابد والمقاصير التي شيدها ملوك وملكات وأشراف مصر القديمة، في شرق المدينة وغربها.
ووفقا لتصريحات محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بصعيد مصر، فإن الحركة السياحية عادت لتدب في مدينة الأقصر، وعلى متن بواخرها النيلية وداخل منتجاتها الفندقية ووسط معالمها الأثرية، في وقت مبكر هذا العام، مدفوعة بما تحقق من اكتشافات أثرية جديدة، بجانب الدعاية الكبيرة التي حققها افتتاح المتحف القومي للحضارة في منطقة الفسطاط، وموكب نقل مومياوات ملوك مصر القديمة من المتحف المصري في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية إلى موقع عرضها الجديد داخل متحف الحضارة.
وأشار عثمان في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن أولى بشائر استعادة الأقصر لمكانتها كواحدة من أولى وجهات السياحة الثقافية بالعالم، كان في الحادي والثلاثين من شهر يوليو الماضي، حين بدأ مطار المدينة الدولي في استقبال أربع رحلات طيران أسبوعيا قادمة من إسبانيا، وذلك بعد توقف طويل لمثل تلك الرحلات السياحية الأوروبية، تلاها استقبال المطار لرحلتي طيران أسبوعيا قادمتين من فرنسا، ثم أخيرا وصول طائرة أسبوعية من رومانيا.
الأقصر اكتسبت شهرتها كمقصد مهم بين مقاصد السياحة الثقافية بالعالم، لما تحويه بين جنباتها من المئات من المقابر التي حفرت في باطن جبل القرنة
وتابع قائلا إن السياح الأميركيين عادوا بقوة للمدينة، بجانب أن قطاع السياحة الثقافية المصرية، وضع قدما في السوق السياحي ببلدان أوروبا الشرقية، لافتا إلى أن معرض ملوك الشمس، الذي استضافه المتحف القومي بالعاصمة التشيكية براغ، وضم مجموعة من القطع الأثرية المصرية القديمة، كان له تأثير بالغ في الترويج لمقاصد السياحة الثقافية المصرية في التشيك وما جاورها من دول أوروبية.
وبحسب رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بصعيد مصر، فإن عوامل عدة ساعدت على عودة السياح بشكل مقبول للأقصر، بينها عودة أخبار الاكتشافات والمشروعات الأثرية الجديدة بمصر لتتصدر النشرات والصفحات الأولى بصحف العالم، وترقب عشاق الحضارة المصرية للحدث الأكبر، وهو افتتاح طرق المواكب، المعروف باسم طريق الكباش، والذي يعد أحد أقدم الطرق التاريخية بالعالم، ليكون متاحا لزوار مدينة الأقصر من سياح العالم، السير وسط ذلك الطريق الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك الفرعونيين بطول 2700 متر، والمحاط بالمئات من التماثيل التي مضت الآلاف من السنين على نحتها بيد فناني مصر القديمة.
ووفقا لتقارير الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، فإن السياح عادوا مجددا إلى فندق وينتر بالاس التاريخي المطل على نهر النيل الخالد بمدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر الفراعنة في صعيد مصر، والذي يعود تاريخ إقامته لعام 1886، وارتفعت نسبة الإشغال بالفندق الذي يحظى بشهرة كبيرة بفضل تاريخه العريق ونزلائه من ملوك وأمراء وزعماء وساسة ومشاهير العالم.
كما عادت الحياة لتدب من جديد داخل الفنادق العاملة بين مدينتي الأقصر وأسوان، وللكثير من الفنادق والمنتجعات السياحية في الأقصر. وعادت المزارات الأثرية في المدينة لتستقبل زوارها القادمين عبر مطار الأقصر الدولي، ومن خلال رحلات اليوم الواحد التي تنظمها شركات ووكالات السياحة والسفر لنزلاء الفنادق والمنتجعات السياحية بمحافظة البحر الأحمر، لزيارة معابد الكرنك وحتشبسوت وهابو ومقابر توت عنخ آمون، وغيرها من المعابد والمقابر المصرية القديمة، حيث ساهم كل ذلك في عودة المظاهر السياحية في كل المعالم الأثرية والسياحية.
ووفقا للجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، فإن الأقصر بدأت في التعافي بشكل جيد من حالة الركود السياحي التي أثرت بالسلب على كل مظاهر الحياة في المدينة، منذ ظهور جائحة كورونا، وهي الجائحة التي ألقت بظلالها على الحركة السياحية في العالم أجمع.
ووفقا لمصادر أثرية، فإن افتتاح مشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني، سوف يحوّل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح بالعالم، وسيسهم بشكل مباشر في جذب المزيد من السياح لزيارة المدينة، وقضاء أيام بصحبة ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة.
يذكر أن زوار مدينة الأقصر من السياح الأجانب والعرب والمصريين، يستمتعون بالرحلات النيلية على متن المراكب الشراعية، بجانب الرحلات التي تقوم بها البواخر والفنادق العائمة، بين مدن محافظتي الأقصر وأسوان.
هذا بالإضافة إلى انتشار سياحة المغامرات، والتي تتمثل في الرحلات اليومية، التي تنظمها شركات البالون الطائر -المناطيد- فوق المعابد الفرعونية في البر الغربي بالمدينة، ورحلات عربات الحنطور التي تعد أحد المعالم السياحية التي تشتهر بها مدينة الأقصر، والتي تقوم بجولات سياحية وسط الميادين والمعالم الشهيرة في المدينة، وكذلك سياحة الدواب التي يقوم خلالها السياح بجولات وسط الطبيعة الغناء التي تتفرد بها منطقة البر الغربي، وهم يمتطون ظهور الخيول والحمير والإبل أيضا.
وقد اكتسبت الأقصر شهرتها كمقصد مهم بين مقاصد السياحة الثقافية بالعالم، لما تحويه بين جنباتها من المئات من المقابر التي حفرت في باطن جبل القرنة، في ما يسمى بجبانة طيبة القديمة في البر الغربي من المدينة التي يشطرها نهر النيل إلى شطرين، حيث شيد ملوك وملكات وأشراف مصر القديمة مقابر لهم في أحضان جبل القرنة.
إضافة تعليق جديد