رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 12 مايو 2025 10:27 ص توقيت القاهرة

الإحتجاج على تحسين البدع.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي شرح صدور المؤمنين فإنقادوا لطاعته، وحببّ إليهم الإيمان وزينّه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم إنا نعوذ بك من شر أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونسألك الهداية التي لا ضلال بعدها، والفوز بجنان الخلد في الآخرة، أخوتي عباد الله، بداية أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله عز وجل، إن الله إصطفى رسله وفضّل بعضهم على بعض، فكان الرسول هو الحبيب والشفيع والمصطفى المختار وخاتم الأنبياء والمرسلين، حيث أرسله الله رحمة للعالمين، ونورا بعد أن كان العالم غارقا مخيما عليه غياهب الضلال، وآفات الجهل والآثام، حيث قال رسولنا عن نفسه "إنما أنا رحمة مهداة للعالمين.
فيوم مولده الكريم هو يوم ميلاد الإسلام والبشرية جمعاء، قيل بأن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف يفعله الكثير من الناس بل يراه بعض المشايخ، ولو كان منكرا ما فعله هؤلاء، والجواب عن هذه الشبهة هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تجتمع أمتي على ضلالة" رواه أهل السنن إلا النسائي وهو حسن لغيره، وذكر العلامة محمد ابن إبراهيم رحمه الله عن الإمام الشاطبي في كتاب "الاعتصام" أنه قال نقلا عن بعض مشايخه "إن الإحتجاج على تحسين البدع بهذه الدعوى ليس بشيء في أمر تركته القرون الثلاثة المقتدى بهم" ثم قال الإمام الشاطبي رحمه الله "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول "ولو كان هذا منكرا لما فعله الناس" ثم قال ما ذكره ابن تيمية في إقتضاء الصراط المستقيم "من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن.
مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الإعتقاد، فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المستحدثة المخالفة للسنة" وأن فعل الكثير من الناس لأي شيء لا يدل على أنه حق بل إن الله تعالي ذم الكثرة في القرآن الكريم فقال تعالي "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله" وقال تعالي "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" وقال تعالي "وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم" وقال تعالى "وإن كثيرا من الخلفاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا أو قليل ما هم" ويرد على من قال إن بعض المشايخ يقول بجوازه بل يفعله، بأن رسول الهدى يقول "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" ووالله إن قول رسول الله صلي الله عليه وسلم أحب إلينا من قول أمة كلها، وقد قال أبو بكر بن أبي داود ودع عنك آراء الرجال.
وقولهم فقول رسول الله أزكى وأشرح، ويقال لمن إستدل بقول شيوخه، أيهما أحب إليك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أم قول مشايخك؟ فإن قال بل قوله عليه الصلاة والسلام أحب إليّ، فيقال له إن الله عز وجل يقول "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" وقد ذكر ابن تيمية في كتاب العبودية قول الحسن البصري "ادعى قوم محبة الله ورسوله فأنزل الله عليهم آية الممتحنة "قل إن كنتم تحبون الله" فامتحنهم الله بهذه الآية، وقد قال الإمام الشافعي "أجمع المسلمون على أن من إستبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس، وإن قال إن قول شيخي أحب إلي من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فإني أبشره بآية عظيمة كما جاء في سورة النساء.
"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" وقد قال ابن تيمية "ومن نصب شخصا كائنا من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا بدينهم وكانوا شيعا".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.