رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 يناير 2025 2:47 ص توقيت القاهرة

الإرتباط برباط الزوجية

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المسلمين، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المصلين، نسأل الله أن يثبتنا على ذلك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن السعادة في هذه الحياة مطلب عظيم ومقصد جليل يسعى إليها كل حي، ينشدها بكل وسيلة، ويطلبها في كل سبيل، غير أن السعادة والطمأنينة في هذه الحياة، لا تحصل إلا بما شرع الله عز وجل لعباده، وما أرشدهم إليه من طاعته ومرضاته، والأخذ بما وضع الحق جلا وعلا من سنن، وما شرع من أسباب، وإن مما شرع الله عز وجل من أسباب السعادة، وجبل النفوس عليه.

هو الإرتباط برباط الزوجية، ولقد حث الشارع على النكاح لما يترتب عليه من مصالح دينية ودنيوية، فمن ذلك تكثير نسل أُمة محمد صلى اللهُ عليه وسلم فالأمة كلما كثرت، حصل لها من العزة والهيبة ما لا يحصل لها في حال القلة، ومنها أن الزواج ستر للزوجين، ووقاية وجمال، وحصن لكل منهما في الوقوع فيما حرّم الله، ومنها أن المرأة سكن للرجل، فكما أن الإنسان يتخذ المسكن ليستتر به، ويتقي به الحر والبرد وغير ذلك، فإن الزوجة تكون سكنا لزوجها، يطمئن إليها، ويجد في قربها الأنس والراحة، ومنها المودة والرحمة بين الزوجين، ومنها أن الزوجة سبب للسعادة والإعانة على الطاعة والخير، ومنها أنه سبب للغنى وكثرة الرزق، والناكح الذي يريد العفاف مُعان في نكاحه. 

أي أن الله تعالي يكون في عونه ويساعده، ومنها إنجاب الذرية الصالحة، وقال العلماء إن التزوج مع الشهوة أفضل من نوافل العبادات لما يترتب عليه من المصالح الكثيرة، وقد يكون النكاح واجبا في بعض الأحيان كما إذا كان الرجل قوي الشهوة، ويخاف على نفسه من الحرام إن لم يتزوج، فهنا يجب عليه أن يتزوج لإعفاف نفسه وكفها عن الحرام، والذي يُنصح به الشباب هو التبكير بالزواج ما دام قادرا عليه تنفيذا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم، ولما فيه من الفوائد والمنافع العظيمة، ولقد كان كمال الخلقة سببا في رغبة إبنة الرجل الصالح شعيب بموسى عليه السلام، وكانت دمامة ثابت بن قيس رضي الله عنه سببا في مفارقة زوجته له، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما. 

أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتردين عليه حديقته قالت نعم" ولكن كيف يتعرف الخاطبين على بعضهما؟ فإنه يضع الإسلام من الأحكام ما يصلح به حال الناس في حاضرهم ومآلهم، وأحكام الإسلام هي تشريع خالق البشر العالم بما يصلح حالهم كله عاجله وآجله، وذلك على عكس ما يضعه البشر من تشريعات أو ما يظهر بين الناس من أعراف تكونت بعيدا روح الشرع وأحكامه السمحة، لذلك نجد الناس طرفي نقيض في التعاطي مع الخاطبين ما بين مطلق لهما الحبل على غاربه وما بين مضيق عليهما لدرجة عدم السماح لكليهما برؤية الآخر إلا يوم الزفاف، وكلا الحالتين تفريط وإفراط تبرز قصور البشر عن وضع تشريعات محكمة تصلح حاضرهم ومستقبلهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.