

كتبت الإعلامية / مروة مطر
يعتبر الإعلام البديل ولد من رحم تقدم تقنية الديجيتال المتطورة الباهرة، فقد ولد في بيئة خارج مشارف سلطة قانون الدول وسيادتها، لذا لم يكن له تشريع مكيف لطبيعته الجديدة. ونتيجة لشيوع استخدام الأسماء المستعارة لمستخدميه وعدم إمكانية معرفة هويات أصحابها، أصبح الإعلام البديل ساحة غاب مفتوحة لكل من هب ودب، بلا ضوابط ولا قانون. ساحة الغاب هذه هيّبت الكثير من رواد الإعلام احتراما لأنفسهم ولمتلقيهم من اقتحامه في بداياته، فجلسوا في منصات الفرجة متلقفين إبداع المبدعين وملتفتين عن ما يعم الساحة من عدم نضج وبذاءات لا حصر لها.
بمرور الأيام وتقدم التقنية أصبح بالإمكان معرفة أصحاب الحسابات الوهمية، وبالتزامن مع هذا كيفت الدول قوانينها لتصل لأشباح الإعلام البديل، عقابيا إن ارتكبوا جنحا أو جرائم تمس الأفراد أو المجتمعات. هذا ما فتح الباب لاحقا على اتساعه للجميع دون استثناء، لاكتشاف إمكانات الإعلام البديل وآفاقه الرحبة في مهرجان يومي حاشد، متجدد بكل المفاجآت التي لا تخطر على بال أكثر الناس سعة وخيالا!
من خلال الشبكة المعلوماتية (الانترنت) ولد الاعلام البديل بثلاث منصات، وهي تويتر وفيسبوك ويوتيوب، وكل واحدة بخاصية وميزة ونقاط قوة تفتقدها الأخريات، وجميعها تكمل بعضها بعضا بشكل لم يحدث عبر تاريخ وسائل الإعلام التقليدية. وبمولد الإعلام البديل انكسر احتكار الإعلام، فأصبح لحد بعيد في يد مستخدمي الانترنت، وجعل كل مستخدم مشروع مؤسسة إعلامية مستقلة ينميها حسب قدراته. ولم يكن للإعلام التقليدي من خيار سوى اللحاق بركب الإعلام البديل واستيعابه أو مواجهة الإفلاس، فانهارت عروش إعلامية بعواصم العالم الغربية كما لم يخطر على بال أحد.
في القديم كان أغلب جلوسنا أمام التلفاز .. نقعد نتكلم مع عائلتنا أو أصحابنا ، نسمع أخبار أو نتفرج على أفلام .. كان التلفيزيون و أحياناً الجرائد - للناس الكبار - هم البوابة التي نعرف من خلالها العالم الخارجي وماذا يحصل فيه ..
و ظهر مفهوم " الإعلام البديل " .. وهدفه تقديم أفكار هادفة و غير مبتذلة.
طيب لو نحن فعلاً نريد أن نستغل الفرصة و يكون لنا دور في خلق إعلام بديل ، يجب أن نفهم معنى الإعلام و طبيعية مواقع التواصل الإجتماعي و كيف نستغلها ، وكيف يمكننا إنتاج منتوج إعلامي بشكل محترف سواء كان صور أو فيديوهات أو بودكاستس...
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تنافس بقوة الوسائط الإعلامية التقليدية من قنوات عمومية وجرائد وطنية وفعاليات المجتمع المدني كقوة ضاغطة في توجيه الرأي العام وصناعته أحيانا والتأثير على عدد من القرارات الذي قد تصدر من السلطة أو الحكومة.
وبالجدير بالذكر أن إطلاق وتفعيل تلك الخاصية "البث المباشر" سيكون التواصل على الموقع بين مستخدميه أكبر وذات نطاق أوسع، بحيث يضعك ويجعلك تتابع بشكل مباشر ما يجرى حولك..
لماذا «البث المباشر»؟ .. يؤكد البعض أن ظهور «برامج البث المباشر» خاصة عبر ميكروفون الإذاعة يرتبط بشكل ما بالموضوعات السياسية، كون الحديث في تلك الموضوعات يمثل تنفيسا للناس عن همومهم ومشاكلهم، لكن تلك البرامج أضحت حقيقة في مهام الإعلام المرئي والمسموع، وأصبحت تتجاوز موضوع التنفيس عن الهموم، وتسهم بشكل كبير في إيصال صوت الناس إلى المسؤولين وتساعد في حل القضايا والمشاكل.
مدى نجاح تلك البرامج يدل على التصاقها بالناس حيث يعتمد هذا النجاح على ثقة الناس في مذيع البث المباشر وصدقه.. ومن خلال هذا الملف يناقش «الحواس الخمس» هذه القضية والتطور الإعلامي الذي أحدثته في علم الاتصال وحياة الناس، مع بعض مقدمي برامج البث المباشر والمتخصصين والمهتمين، مدى أهمية البرامج المباشرة على الساحة الداخلية في الدولة، ومدى قدرتها على الاستجابة لمطالب الجمهور ، فضلاً عن السقف العام الذي تتمتع به مثل هذه البرامج للخوض في صلب مسائل اهتمام الناس، وهل لدى برامج البث المباشر القدرة على الاستجابة وإيجاد الحلول لبعض المشاكل المجتمعية؟ هذا ما تتناوله محصلة هذه الحوارات..
جمال مطر مقدم برنامج «البث المباشر» في إذاعة نور دبي يقول: برامج البث المباشر تشكل علامة كبيرة جدا، فهي برامج ناجحة بالدرجة الأولى من حيث انتشارها بين المستمعين، لأنها تعايش الهموم المحلية وتلتصق بالحياة اليومية للمستمع سواء كان إماراتياً أو عربياً مقيماً، البث المباشر متعب لدرجة غير طبيعية لكن في النهاية تجد داخله هدفاً كبيراً جدا ألا وهو خدمة الناس.
وعن سقف الحرية الممنوح لمذيع برامج البث المباشر يقول: أي إعلامي يضع قبل كل شيء رقابة ذاتية ويكون محكوماً بالمحاذير والقيود، لكن الحرية في التناول موجودة ولم نجد أي اعتراضات أمام مقدم برامج البث المباشر، والدليل أن أي شخص يمكن أن يتصل ويناقش القضايا المختلفة على الهواء مباشرة فليس هناك حذف أو قطع لأي جزء من البرنامج.
ويؤكد جمال مطر أن البرنامج الذي يقدمه استطاع معالجة الكثير من المشكلات، والإسهام أيضا في ردع الأشخاص السلبيين، كفصل المذيع الجنوب أفريقي بعد تطاوله على الأديان في إحدى فقرات برنامجه الإذاعي.
ومن جانب آخر يركز البعض على المذيع من دون التطرق إلى فريق العمل معه.. الإعلامي ثاني جمعة بالرقاد الذي قدم البرنامج خلال فترة ما في إذاعة نور دبي يعلق قائلا: في الغالب تعتمد برامج البث المباشر على المذيع الذي يدير الحوار ويطلب الاتصال بالمسؤولين .
وتكون أدوار المخرج والمعد أدوارا مكملة، بل أصبح الناس يسمون تلك البرامج بأسماء مذيعيها، فلا يعرفون بالضبط اسم البرنامج لكنهم يعرفون المذيع الذي يتواصل معهم على الهواء مباشرة، لذا فمن الطبيعي أن يكون دور المذيع هو الأساس في مثل هذا النوع من البرامج.
وعن الخطوط الحمراء التي وضعت أمامه يقول : لا أذكر منذ أن عملت في البرنامج أن هناك خطاً أحمر وضع أمامي أو تنبيهاً بعدم الكلام فيه، لكن الخطوط الحمر هنا يصنعها المذيع والمستمع بوعيه.
وهو الذي يشكل حديثه الجزء الأكبر بالبرنامج، ودوري هو التنبيه على أن من حق المستمع التحدث فيما يشاء بعيدا عن تجريح الأسماء أو الطعن، الأمر الثاني أن الخطوط الحمر التي اعتدنا عليها فضفاضة بمعنى أن المستمع هو من يصنع مناخ الحرية في تلك البرامج وليست الإذاعة أو التلفزيون.
وتقول مخرجة إحدي برامج البث المباشر : استطاعت برامج البث المباشر المحلية في الإذاعة خلال السنوات القليلة الماضية، أن تحظى بشعبية واسعة وتستقطب أكبر عدد من المستمعين، فمنذ أن بدأ أول برنامج بث مباشر في إذاعات الدولة حتى أصبحت تلك البرامج تحمل قضايا وهموم الناس إلى المسؤولين لحلها، فحققت تلك البرامج حضورا فاعلا في صياغة القرارات وفي فسح المجال للناس لتوصيل شكاواهم والتعبير عن مشاكلهم.
وعن إمكانية انتقال الحرية المتاحة للبث المباشر لبرامج تلفزيونية مشابهة يقول حسن يعقوب مقدم برنامج «الخط المباشر» عبر إذاعة الشارقة : اهتمامات الإذاعة محلية والتلفزيون عربي وعالمي، كما أن هناك قنوات متخصصة في مناقشة تلك الجوانب كالجزيرة وغيرها، وهي قنوات نمطها إخباري سياسي، أما تلفزيون الشارقة فهو تلفزيون محلي يناقش قضايا عربية ودولية، كما انه تلفزيون اجتماعي ثقافي ديني غير متخصص في الجانب السياسي.
أما الإعلامي أحمد شندي يري أن مناقشة قضايا الناس ومشاكلهم في برامج البث المباشر دليل على وجود حرية، تسمح بطرح القضايا وإيصال صوت الناس إلى المسؤولين، والحديث المباشر هو أحد القوالب الإذاعية المنوعة، فهناك قوالب كثيرة لكن البث المباشر هو الأكثر جرأة، حيث يجب أن يتحلى مذيع البث المباشر بعدة صفات منها سرعة البديهة وكظم الغيظ وقدرته على احتواء جميع المتصلين.
فيوضح البعض الآخر أن الهدف من برنامج «البث المباشر» هو تقديم خدمات متعددة للمستمعين في معالجة قضاياهم وهمومهم، حيث تتركز مشاكل المواطنين على السكن والراتب وغير ذلك
إضافة تعليق جديد