طارق سالم
هذا عنوان خطبة الجمعة اليوم الموافق 10/5/2024 من مسجد الجبارنة بمدينة دكرنس لمولانا الشيخ / سعد أبو العنين :
نفعنا الله بعلمه وجعلنا من اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم ليكون خليفته بالأرض وجعل بعضنا فوق بعض درجات وليس هناك فارق بين أبيض أو اسود إلا بالعمل الصالح .
· الله سبحانه وتعالى حذرنا من السخرية والتي هي الإشارة إلى عيب ما أو صفة ما أو خلق أو فقر أو مرض ما في شخص يعيش معنا وبيننا وإظهار هذه العيوب للغير أو التحدث بها والإشارة إليه مما يجعله يتأثر بهذا الشرح والسخرية ويجعل منه إنسان ضعيف الشخصية منكسر النفسية مما يجعله يتوارى عن الناس .
· وأنزل الله قرأن يتلى لقيام الساعة يحذر فيه من كل هذه الآفات والتناقضات والسخريات بين خلقه حيث قال سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(رب أشعث أغبر ذي طمرين، مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)
المؤمن كتلة من الأدب متواضع لا يسخر من أحد
إن كنت مؤمناً حقاً لا تعبأ بالغني ولا بالقوي لا تعبأ بغير المؤمن ولو كان قوياً وغنياً هذا هو الولاء والبراء راجع نفسك هل تعتمد مقاييس الناس في تقييم الناس أم تعتمد مقاييس رب الناس في تقييم الناس المؤمن مؤدب والله الذي لا إله إلا هو أكاد أقول لك: إن المؤمن كتلة من الأدب متواضع .
لا تسخر من أحد لعله أرقى عند الله مكانة منك، لا تسخر، أنا مؤدب مع الجميع، مع الفقير مع الغني، مع القوي، مع الضعيف، مع الصحيح، مع المريض، لكن يمكن دون أن تسمعه إذا كنت في نعمة وكان الذي أمامك في محنة أن تشكر الله أن عافاك من هذه المحنة، هذا من باب شكر الله عليك
المؤمن لا يلمز و لا يغمز و لا يقلد لأن معرفته بالله جعلته متواضعاً:
هناك من يُحقر الآخرين، هناك من يُحقر نفسه ليضحك الآخرين، هناك من يحاكي الآخرين بحركاتهم بسكناتهم، بمشيتهم، بعبارات يرددونه
﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ )
اللذين امتحنا أحدهما امتحن بالغنى فلم ينجح، والآخر امتحن بالفقر فنجح افتراضاً، الآن هذا الفقير الذي عانى بالستين عاماً ما عانى استحق جنة عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين، وهذا الغني الذي تغطرس واستعلى وأنفق المال على ملذاته المحرمة واحتقر من حوله استحق النار إلى أبد الآبدين الدنيا لا قيمة لها لذلك سيدنا علي يقول: الغنى والفقر بعد العرض على الله
واخيرا لعلنا نتعلم أن يحترم كل منا الأخر وكل يرضى بما قسمه الله له وأن لا يسخر من أحد ولا يستهزأ من أحد لأنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح
واعلموا أن الله سبحانه وتعالى يقول ( وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات . ليبلوكم في ما أتاكم . إن ربك سريع العقاب وأنه لغفور رحيم ) صدق الله العظيم
فاحذر من عقاب ربك واعمل للحسنى والفوز بالغفران يوم الحساب .
جعلنا الله واياكم من أصحاب حسن الخلق وحسن الخواتيم .
إضافة تعليق جديد