بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 19 ديسمبر 2024
إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالي ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، الحمد لله العلي الوهاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم التواب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأواب وعلى آله وأصحابه خير الأصحاب والأحباب والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الحساب، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " و " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" ثم أما بعد فأوصيكم ونفسي أيها الناس بتقوى الله، فهي المنجية من عذاب أليم والموصلة لرضوان الرحمن الرحيم.
فالتقوى سيبل الرشاد للحاضر والباد، فاتقوا الله أيها العباد فلقد عجز الغرب الكافر اليوم عن إبعاد المسلمين عن دينهم بقوة السلاح، لكنه إستولى على العقول وخصوصا عقول الشباب، فبثت القنوات وعملت المخططات، وأُنشئت الدراسات، كل ذلك للإطاحة بشباب الإسلام ويا للأسف فقد تحقق للكفار ما أرادوا، ونالوا من شبابنا ما ناولوا، ولكن لم يكن ليتم ذلك إلا بمعاونة وسائل الإعلام المسلمة ومشاركة أولياء جهلة ظلمة تنصلوا عن التربية وإهتموا بسفاسف الحياة، فأصبح لدينا جيل تنكر لدينه، وخرج من عقيدته، وتبرأ من أهله وعشيرته، وتخلى عن عاداته وإنخلع من تقاليده، فهانحن نرى قطعانا من الناشئة رائحة إلى مدارسها وغادية، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، بل تغيرت أفهامهم وإنتكست أوضاعهم.
ففسدت طبائعهم وقلدوا أعداءهم، وإنظروا إلى الشباب والشابات عبر الشوارع والطرقات، وتأملوا تلكم الموضات والقصات، سلاسل وقبعات ودخان ومخدرات وأشكال غريبة، وهيئات مريبة، شباب تائهون حائرون تنكب للأرصفة وتدمير للمنشآت والأبنية، وسرعة فائقة وأغاني صاخبة وتصرفات طائشة وإزهاق لأرواح الأبرياء، وإذا حل الليل واحلولك الظلام، أتوا البيوت من ظهورها والسيارات من زجاجها والمحلات بعد تكسيرها، ويا سبحان الله كأننا لا أمن ولا أمان، فهي تصرفات غوغاء وأعمال هوجاء ونتائج شنعاء، فأين المسؤولية والمسؤولين ؟ وأين الأمانة والمؤتمنين ؟ فيقول الله تعالي " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم "
وكم من المسؤولين من فرطوا في مسؤوليتهم وأضاعوا أماناتهم، وأهملوا أولادهم ومن تحت ولايتهم فيقول الله تعالي" إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " فالتفريط في أمانة رعاية الشباب والناشئة خيانة عظمى ومصيبة كبرى وحتما ستحط رحالها بالأمة وربما كانت أحداث التفجيرات وما سبقها وتبعها من كوراث وانحرافات ومواجع وفاجعات ربما كان سببها الإهمال في تربية الشباب وعدم العناية بالناشئة من الفتيان والفتيات، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
إضافة تعليق جديد