رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 17 نوفمبر 2024 2:42 ص توقيت القاهرة

التسامح فى العلاقات الإنسانية

بقلم / طارق بهلول

في المجتمعات كلها أمر مهم، ولعلّها من أساس بناء المجتمع، ولهذه العلاقات دعامات راسخة تضرب جذورها في الأعماق حتى تحافظ على متانة العلاقات الاجتماعية، ولعل أبرز الأركان وأهمها في تمتين أواصر الإخاء والصداقة بين الأفراد في المجتمعات إن المحبة والتسامح وما فيهما من ود وصفاء في القلوب، ونقاء في الأفكار والتعامل. بالمحبة التي تنبع من القلب لا بد أن تترجمها العيون، وتفصح عنها الكلمات، وتعبّر عنها التصرفات والتعامل مع الطرف الآخر، أن المحبة ليست فقط للعشاق، إنما هي لكل الناس، فالطفل يحتاج المحبة في تربيته، والكبير يحتاج المحبة من أولاده، وكل فرد في هذه الحياة لا بد له من الحب كي يرى الحياة أنقى وأصفى وأرقى، وبكل تأكيد سيؤدي هذا الحب إلى قيم أخلاقية أخرى في العلاقات الاجتماعية. يجب على المحب التغاضى عن أخطاء المحبوب، ويتجاهل الكثير من العثرات، ويُحاول وضع المبررات والأعذار، ويلتمس له عذرًا لما قد يقرتفه من أخطاء، وهذا ما يُسمى التسامح، فالحب والتسامح يرتبطان ببعضهما ارتباط الجنين بأمه، وارتباط السحاب بالسماء، وارتباط السمك بالماء، فلا وجود للحب مع الحقد والبغضاء وتتبع الأخطاء، إذا لا يمكن لمُحبّ أن يكون منتظرًا خطأ المحبوب حتى يعاقبه على خطئه، فهذا يتنافى كل التنافي مع مفهوم المحبة الراقي والسامي. العكس بالعكس أيضًا، فلا يمكن أن تُزرع بذور التسامح، وتنبت ثمارها في قلب إنسان حاقد كاره للطرف الآخر، بل لا بد من أن يكون التسامح مرتبطًا بالحب والاحترام والود والمشاعر النبيلة البعيدة عن المصالح، والبعيدة عن إثارة الفتن والأذى والضرر للطرف الآخر، وهنا يأتي دور التغافل في التعامل، أي عدم التدقيق على كل خطأ، طالما أنه يمكن أن يُنسى ولا يؤثر على جوهر العلاقة بين البشر. التسامح يرقى مراتب عالية كلما ازداد الحب، والحب يتألق ويزداد رقيًا كلما زُيّن بالتسامح، فكأن لسان حالهما يقول: هلمّ بنا ننثر بذارنا في تربة القلوب المتعبة، ونسقيها بماء الحب، ونور العطف والعفو والإخلاص، فتنتبت فيها أحلى الثمار اليانعة من الود والصفاء والنقاء والإخلاص، وتسمو بأصحابها مراتب من الرضا والسعادة والطمأنينة.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.