الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، إن تربية المراهق مهمة مليئة بالتحديات والتقلبات، لكون هذه المرحلة العمرية تعد فترة حرجة من التطور تتسم بالسعي إلى الإستقلال وبناء الهوية وغالبا ما يشعر الآباء بخيبة أمل عندما يلاحظون أن ابنهم المراهق ناكر للجميل، لا يدرك معنى الإمتنان وأثره في الحياة.
لذا فإن التعامل مع المراهق أمر صعب يتطلب الصبر والتفاهم والرحمة، وإن هناك علامات شائعة تشير إلى أن ابنك المراهق يعاني من عدم الإمتنان والشعور بالنعم التي لديه، ومنها تجاهل جهود الآخرين، وعدم تقدير الوقت والطاقة والموارد التي يستثمرها الأهل فيهم، وقد يُظهر المراهقون أيضا، إحساسا بالإستحقاق، معتبرين أنهم يستحقون معاملة خاصة أو مكافآت من دون بذل الجهد اللازم، وقد يحاول الجاحدون منهم التركيز على ما ينقصهم بدلا من الإكتفاء بما لديهم، والحصول على الإمتيازات كأمر مسلّم به، ويجدون صعوبة في تحمل المسؤولية عن أفعالهم وغالبا ما يلومون الآخرين على أخطائهم، وقد يُظهر المراهقون إحساسا بالإستحقاق، معتبرين أنهم يستحقون معاملة خاصة، وإن السلوك الجاحد لدى المراهقين له عدة عوامل.
وأن فهم هذه الأسباب يساعد الآباء في معالجة المشكلة بشكل أكثر فعالية، وأن المراهقة تتميز بتغيرات هرمونية وإدراكية وعاطفية كبيرة يمكن أن تؤثر في نظرة المراهق إلى الحياة والتفاعل مع الآخرين، ويعد تأثير الأقران أيضا عاملا مهما، إذ غالبا ما يعطي المراهقون الأولوية لآراء أقرانهم، وقد يتبنون مواقفهم وأفكارهم من وسائل الإعلام المنتشرة وثقافة المستهلك التي تبث للمراهقين رسائل مادية تتسم بالإشباع الفوري، ما يعزز لديهم الشعور بالإستحقاق، كما يفتقرون إلى الخبرة الحياتية، ما يجعل من الصعب عليهم فهم قيمة الامتنان، وينبغي علي الآباء إتخاذ خطوات إستباقية لتعزيز النعم التي لديهم ولدى أبنائهم، وعلى الآباء أن يكونوا قدوة يحتذى بها وأن يظهروا الإمتنان في حياتهم اليومية من خلال التعبير عن التقدير والشكر للأشياء البسيطة.
وغالبا ما يعكس المراهقون سلوك آبائهم، لذا فإن الإنتباه إلى أفعالنا أمر ضروري، ومن المهم إيجاد بيئة آمنة ومفتوحة لابنك المراهق للتعبير عن مشاعره وإهتماماته، وأن تحديد توقعات معقولة لابنك المراهق، وتشجيعه على تحمل المسؤوليات والعمل على تحقيق أهدافه أمور يمكن أن تعلمه قيمة الجهد والمكافآت المكتسبة من خلال العمل الجاد، بدلا من الاستحقاق، وقد يساعد الحد من المادية ابنك المراهق على تقدير الأمور المهمة حقا في الحياة، ويؤدي الملل إلى شعور المراهق إلى القلق والإكتئاب والميل إلى الإنعزال، فيجب تحديد توقعات معقولة لإبنك المراهق وتشجيعه على تحمل المسؤوليات، وإن الإمتنان يعكس الشعور بالرضا وراحة البال والأمان بسبب تقدير ما تلقاه الفرد من أشياء جيدة مادية أو معنوية، وهذا الأمر يمكن تعليمه للطفل.
عن طريق القصص وكتابة موقف ما على قصاصة ورقية تعبيرا عن كل من يشعر تجاهه بالإمتنان، على أن يحتفظ بها في صندوق ويضع في ألبوم الصور التي تذكره بمواقف تتطلب الإمتنان.
إضافة تعليق جديد