التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، إن من الأمور الجميلة في حياتنا التي نراها من حولنا هو الإبداع بكل صوره، وإن هناك طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعا ومن هذه الطرق أن تمارس رياضة المشي في الصباح الباكر وتأمل الطبيعة من حولك، وأن تخصص خمس دقائق للتخيل صباح ومساء كل يوم، وأن تناقش شخصا آخر حول فكرة تستحسنها قبل أن تجربها، وأن تتخيل نفسك رئيس لمجلس إدارة لمدة يوم واحد، وأن تستخدم الرسومات والأشكال التوضيحية بدل الكتابة في عرض المعلومات، وقبل أن تقرر أي شيء، قم بإعداد الخيارات المتاحة.
وعليك أن تجرب وأن تختبر الأشياء وشجع على التجربة، فكن شخصا مبدعا ولا تلتفت إلى ما يقوله غيرك من تعليقات سلبية ومثبطة، وحاول أن تنمي مهارة الإبداع لديك وإعلم أنها مهارة تستطيع أن تكتسبها، والإبداع ضروري لحياة الفرد لكسر الروتين والملل، ولتطوير مهاراته ومعارفه، ولإثراء حياته بالتجارب والمواقف الجميلة، لذلك فكر في كل حياتك الشخصية وحاول أن تبدع ولو قليلا في كل مجال، وكما أن هناك ما يسمي بالوقت الابداعي، ويقصد بالوقت الإبداعي هو ذلك الذي يخصص لعملية التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي، أو ذلك الذي يصرف في تحسين وضع الأداء وتطوير الإنجاز، أو ذلك الذي نحقق منه مرابح أفضل، وليس بالضرورة أن يكون الإنجاز فوريا، لأن الوقت الذي يصرف لأجل ضمان المكاسب في المستقبل.
كحل أزمات أو تقويم إرتباطات أو تكوين روابط وعلاقات، هو أيضا وقت إبداعي، والملحوظ أن أفضل الإنجازات الإدارية تتحقق في هذا الوقت، كما أن المدراء الناجحين يحققون أفضل نجاحاتهم فيه، خصوصا إذا أعطوا الوقت الكافي لكل عمل أو فكرة أو مشروع، ففي دراسة أجراها عالما بمركز القيادة الإبداعية في جامعة برانديز، تبين فيها أن أكثر معوقات الإبداع تعود لعدم توفر الوقت، أي إن الوقت غير كافي لهذا الإبداع، أو إن عبء العمل كثيف جدا، فقد قال أحد المشاركين في الدراسة، وعندما ترزح تحت عبء مشكلة ما، ويطلب منك إيجاد شيء جديد في وقت قصير، فإنك تبدأ بالبحث عما أنجز من قبل، والحقيقة أن الأمور الجديدة لا تأتي تحت الضغط، إذن ينبغي إعطاء الوقت الكافي لكل ما نريد تحقيقه حتى نضمن النجاح الباهر فيه.
وإن أجمل ما في التفكير المبدع هو أنه يعبر عن قوة الرؤية المستقبلية، ويعطي أصحابه ملكة جيدة على التنبؤ بالقادم، أو القدرة الذهنية والفكرية على إيجاد الترابط والإتصال بين أجزاء الأعمال والخطط المختلفة، وتتمثل هذه الملكة بموهبة رؤية الذات بشكل منطقي ومتوازن ثم رؤية الغير كذلك، بلا إفراط أو تفريط ولا غرور أو تهاون، وإن الدراسات المطبقة في التطوير الذاتي تعترف بالملكات والمواهب والقدرات الإبداعية لدى الأفراد بشكل أحادي أو جماعي، لأنها في مجموعها تشكل جوهر القيادة الذاتية الخلاقة التي تتكون من ملكات أو قدرات أربع هي رؤية الذات رؤية تحليلية قويمة تشخص أمراضها وتضع معالجاتها وتتعرف على نقاط قوتها ومكامن ضعفها، والضمير النزيه، ويمثل جوهر الإلتزام بالقيم الإنسانية ومكارم الأخلاق والجوانب النبيلة.
التي تبني شخصيات الناجحين في الحياة والمجتمع، والإرادة المستقلة، وتمثل قوة العزم والتصميم والحسم في التنفيذ بلا ميوعة أو تردد أو تهاون، وهي أكبر قدرة يمتلكها كل إنسان لدى مصارعة الحياة للحصول على ما يريد.