رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 28 أبريل 2025 7:13 م توقيت القاهرة

الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى.. نموذج للسياسي الشريف في زمن المواقف الصعبة

حسين السمنودي
حين نتحدث عن رموز العمل الوطني في نهاية السبعينات، لا يمكن أن نغفل اسم الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى، الذي كان صوتًا صادقًا للشعب تحت قبة البرلمان في واحدة من أهم فترات التحول السياسي والاقتصادي في تاريخ مصر. في وقت كان فيه العمل النيابي مرآة حقيقية للمجتمع، لمع نجم الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى كأحد النواب الذين جمعوا بين الأصالة والجرأة، وبين الوفاء لحقوق الناس والنزاهة في خدمة الصالح العام.
دخل الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى مجلس الشعب حاملاً أمانة ثقيلة، مدفوعًا بثقة أبناء دائرته الذين رأوا فيه الرجل القادر على التعبير عن آمالهم وطموحاتهم، في زمن كانت فيه الكلمة الصادقة تحظى بتقدير عالٍ وسط جلسات البرلمان التي كان يترأسها آنذاك الدكتور صوفي أبو طالب، أحد أبرز الشخصيات القانونية والسياسية في مصر.
لم يكن الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى نائبًا يبحث عن الشهرة أو وجاهة المنصب، بل كان يعيش نبض الناس بكل تفاصيله، وينقل قضاياهم بلا تجميل أو مواربة. كانت مداخلاته في المجلس دائمًا جريئة، يطرح فيها مشكلات الزراعة التي عانى منها الفلاحون، ويناقش قضايا التعليم والصحة التي كانت تؤرق المواطنين، مطالبًا الحكومة باتخاذ إجراءات حقيقية لرفع مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
تميّز الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى بقربه الشديد من أبناء دائرته، فلم يكن يفصل بينه وبينهم حواجز أو مكاتب مغلقة. كان يحرص على استقبال الناس بنفسه، ويستمع إلى شكاواهم ومطالبهم في لقاءات دورية، ثم يسعى جاهدًا لحلها بكل الوسائل المتاحة. كانت بساطته وتواضعه تزيده محبة في قلوب الجميع، وأصبح مثالًا يحتذى به للنائب الذي لم تغيره أضواء السياسة، بل ظل كما عرفه الناس، صادقًا مخلصًا أمينًا.
في زمن شهد تحولات اقتصادية وسياسية عاصفة، ظل الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى ثابتًا على مبادئه، لا يساوم ولا يبدل مواقفه، مؤمنًا بأن خدمة الوطن تبدأ بخدمة المواطنين، وبأن البرلمان يجب أن يكون ساحة للدفاع عن الحقوق لا مكانًا للمجاملات.
رحل الحاج عبد الله رفاعي رحمه الله تعالى عن دنيانا، لكنه ترك سيرة عطرة تذكرها الألسنة بكل خير، وسجلًا من المواقف المشرفة التي ستظل حية في ذاكرة كل من عرفه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.