رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 9 يناير 2025 1:04 م توقيت القاهرة

الحديث عن الذكريات الإسلامية

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 نوفمبر 2024
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم دين شرع، وجعلنا بهذا الدين خير أمة أخرجت للناس أمة وسطا لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيدا، وأشهد أنا سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمدا عبد الله ورسوله، أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، وأحيا الله برسالته قلوبا ميتة وأسمع به آذانا صما وبصر به أعين عميا وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صلي وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم وعلى آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته. 

وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، أما بعد إن من حقنا نحن المسلمون أن نعتز ونفخر بالهجرة النبوية الشريفة، وقيل لماذا لا يهتم المسلمون ولا يحتفون بمقدم العام الهجري كما يهتم النصارى ويحتفون بمقدم العام الميلادي؟ وهو أن هناك من المسلمين من يعتبرون أي إحتفاء أو أي إهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، بالهجرة النبوية سواء بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأي حديث عن هذه الموضوعات يعتبرونه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه، إنما الذي ننكره في هذه الأشياء الإحتفالات التي تخالطها المنكرات. 

وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين، ولكن إذا إنتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم وبشخصية هذا النبي العظيم وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله تعالي رحمة للعالمين فأي بدعة في هذا وأي ضلالة، ولقد هاجر رسل الله عليهم السلام عامة أو عدد كبير من رسل الله هاجروا، ولكن لم تكن هجرتهم مثل هجرة محمد عليه الصلاة والسلام، فقد هاجر الخليل إبراهيم عليه السلام فيقول تعالي "فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم" وكما قال تعالي " وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين" فخرج من بلد إلى بلد.

إلى أن استقر به المقام في فلسطين وفي المدينة التي دفن فيه وسميت باسمه عليه الصلاة والسلام مدينة الخليل إبراهيم، وهاجر نبي الله موسى عليه السلام، ولكن كانت هجرته قبل البعثة حينما خرج من مصر بعد أن قتل ذلك القبطي خطأ واستغفر الله وقال له من قال "إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين، فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين" وذهب إلى مدين وتزوج فيها وعاش فيها عشر سنوات مع ذلك الشيخ الكبير بعد أن تزوج ابنته ولم يكن له في هذه المدة السنوات العشر عمل يذكر، وكان شابا صالحا زوجا طيبا صهرا كريما عاش مع هذا الرجل عشر سنوات ولكن لم يقم فيها بدور، اللهم لا تجعل في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته ولا ضالا إلا هديته ولا غائبا إلا رددته، ولا عدوا إلا خذلته وقصمته.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.