رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 مايو 2024 1:56 ص توقيت القاهرة

الدكتور صائب عريقات ورحلة عشقه للوطن

بقلم : لطيفة محمد حسيب القاضي

شخصية فلسطينية تماهت في عشق الوطن، شخصية فريدة كانت فلسطين بالنسبة لها، ولم تزل، تمثل الاتجاهات الأربعة بكل أبعادها، شخصية فذة أسكنت الوطن داخلها فبات قلبها النابض وعينها المبصرة وفكره الأبي الوفي الشاهق.

هذه الشخصية التي تنطلق حروفي لمحاكاة بعض تفاصيلها تعود لرجل امتلك ناصية الوفاء لمبادئ الحق التي تملأ كيانه، إنه حامل لواء التضحية والفداء الدكتور صائب عريقات، الذي ما فتئ يقدم الكثير لنيل حقوقنا الفلسطينية والمضي بمشروعنا الوطني الفلسطيني حتى إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمة القدس الشريف.

إنه الدكتور صائب عريقات السياسي المفوه الذي ارتبط أسمه بالمفاوضات دولة الاحتلال التي تغتصب أرضنا وتدنس مقدساتنا، ورغم ما يتسم به هذا العدو من عناد ومراوغة إلا أنه بتوفيق الله كان ولم يزل يفشل مخططات هذا المحتل الغاصب ويحول دون تحقيق أطماعه، وواجه من الصعاب والعقبات الكثير لكنه بوطنيته وإصراره سجل من الندية ما جعله الرجل المناسب في المكان المناسب، فأصبح كبير المفاوضين الفلسطينيين منذ سنة 1995م، وإنه ليشرفني أن أسطر في هذه السطور شيئاً من سيرته المشرفة لي وللوطن الذي يقدم من أجله الغالي والنفيس.

ولد الدكتور صائب عريقات في مدينة أريحا بالضفة الغربية، والده رجل أعمال من عائلة أرستقراطية، درس في جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة برادفورد البريطانية، وعمل صحافيا ومحاضرا في جامعة النجاح الفلسطينية.

وهو أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة شكلتها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس القائد الرمز الخالد فينا ياسر عرفات رحمه الله، فكان نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد، وكان رئيسا للوفد الفلسطيني المفاوض، ومن ثم أصبح كبير المفاوضين الفلسطينيين.

أنتخب عضواً في أعلى هيئة قيادية في حركة فتح؛ وهي اللجنة المركزية، ثم عُين أخيرا عضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

خاض الدكتور صائب عريقات تجربته السياسية من منطلق إيمانه بالمفاوضات بأنها الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي خاصة في ظل عدم توازن القوى في المنطقة، ولايزال يقود المفاوضات بحنكته السياسية المميزة في السر والعلن.

وقد كان مفاوضاً في جميع مراحل التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي، فوثق به الرئيس الفلسطيني القائد محمود عباس فعينه رئيسا للوفد الفلسطيني للمفاوضات.

له العديد من المؤلفات التاريخية التي يسجلها التاريخ ومن آخر مؤلفاته كتاب (دبلوماسية الحصار)، ويعد هذا الكتاب وثيقة تاريخية من رجل دبلوماسي سياسي عظيم ومحنك، يتحدث فيه عن حصار الرئيس الخالد ياسر عرفات، وعن صفقة القرن، وعن المراسلات والمفاوضات الفلسطينية لحظة حصار الراحل القائد ياسر عرفات، حيث أنه استفاض في الكتابة العميقة عن تفاصيل تلك المرحلة التاريخية.

وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه توثيقاً لحقبة تاريخية ذات شان عظيم في تاريخ القضية الفلسطينية، مما يساعد الأجيال القادمة على حقيقة ما حيك ضد القضية من مؤامرات؛ إذ يعرض الكتاب الكثير مما خفي عن عدسة الإعلام وما يسمى بالضمير العالمي، بالإضافة إلى كون الكتاب يقدم للقارئ مراحل التطور الفكري السياسي الفلسطيني.

تلك نبذة سريعة عن حياة واحد من القيادات الفلسطينية البواسل؛ إنه الدكتور صائب عريقات، الذي نكن له كل التقدير والاحترام، مؤكدين أن ما قدمه ويقدمه لفلسطين؛ الأرض، والشعب، والمقدسات، يسجل له في سجل الشرف بحروف من نور.

اليوم فقدنا هذه الشخصية الوطنية بامتياز التي لها دور كبير نضالي.

فله ألف رحمه و لروحه السلام.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.