بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 20 يناير 2024
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، الحمد لله الذي أخرج بنهر القرآن وهديه أمة محمد من ظلمات الكفر والجهل إلى نور العلم والإيمان، الحمد لله الذي اختار محمدا لحمل رسالة السماء إلى الأرض، وجعله خاتم أنبيائه ورسله، ومكن له ولأمته ما مكن لعباده الصالحين، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، ونشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد ونصلي ونسلم على نبي الهدى ورسول الرحمة، خير مبعوث بالهدى إلى الإنس والجن كافتهم صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فهو صلي الله عليه وسلم الذي زكاه الله سبحانه وتعالى تزكية كاملة، ظاهرا وباطنا، زكى باطنه وطهره من الشرك والكفر.
وزكى ظاهره فجعله في أبهى صورة وأجملها، وقد وصف الصحابة لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفصلوا وأجملوا في وصفه، فوصفوا وجهه وأنفه وجبينه وحاجبيه وعرقه وصدره وعنقه وبطنه وكفه ورجله، حتى مشيته وهيئة جلوسه ووقوفه، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه ثم أما بعد فإن شهر رجب أحد الشهور الأربعة الحرم التي خصها الله تعالى بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفا لها كما جاء في قوله عز وجل كما جاء فى سورة التوبة" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم" فهذا هو كل ما ورد في شهر رجب مما يصلح للاحتجاج، أما تخصيصه بصيام يوم منه معين أو قيام بعض لياليه أو تخصيص ليلة السابع والعشرين منه.
باحتفال يسمى الاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج، فهذه كلها أمور محدثة، لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم، فالحق أن شهر رجب ليست له خصوصية ولا فضيلة على غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم كما تقدم، وكون آية الإسراء والمعراج حصلت فيه على افتراض صحة ذلك لا يسوغ لنا إحداث عبادة فيه لم تكن معهودة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في زمن خلفائه الراشدين ولا التابعين من بعدهم وهى القرون المشهود لهم بالخير، أما شهر شعبان فينبغي الإكثار فيه من الصيام، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان" رواه البخاري ومسلم.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال، قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال صلى الله عليه وسلم"ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة أما تخصيص يوم النصف منه بالصوم ظنا أن له فضيلة على غيره فهو أمر لم يقم عليه دليل صحيح، والله تعالى أعلم، وقيل إن شهر رجب ذكر له ثمانية عشر اسما، من أشهرها هو الأصم، وذلك لعدم سماع قعقعة السلاح فيه، لأنه من الأشهر الحرم التي حُرم فيها القتال، و أيضا إسم الأصب، وذلك لانصباب الرحمة فيه.
إضافة تعليق جديد