رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 11:19 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن المسلمون وحضارة الإنسانية " جزء 10"

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع المسلمون وحضارة الإنسانية، وفي نطاق المادة فهذه الإفادة مما سخر الله تعالى للإنسان من مذخور الكنوز ومكنون الخيرات، وتوجيهها نحو كل خير للإنسان وسائر ما خلق الله من شيء، فلا ازدراء للمادة، ولا كراهة للإنتاج المادي المسخّر للمنافع دون المضار، ولا مغالاة أيضا في قيمة هذا الإنتاج، حتى لا يكون أكبر الهم، ومبلغ العلم، ومنتهى الأمل، وكي لا تكون الغاية وفرة المكاسب، وتضخيم الأرصدة، بل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ويمكن ربط العديد من هذا التعلم والتطور بالجغرافيا، حتى قبل الإسلام كانت مدينة مكة مركز التجارة في شبه الجزيرة العربية والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان تاجرا وأصبح تقليد الحج إلى مكة مركزا لتبادل الأفكار والبضائع. 

وكان الأثر الذي أحدثه التجار العرب على طرق التجارة العربية الإفريقية والتجارة العربية الآسيوية هائلا كنتيجة لذلك، نمت الحضارة الإسلامية وتوسعت على أساس اقتصاد تجارها، على عكس زملائهم المسيحيين والهنود والصينيين الذين بنوا مجتمعات زراعية، ونقل التجار بضائعهم وإيمانهم إلى الصين والهند، وبالإضافة إلى التجار، فقد لعب المسلمين دورا مهما في نشر الإسلام، من خلال نشر رسائلهم إلى مناطق متنوعة حول العالم، شملت المناطق الأساسية فارس وبلاد ما بين النهرين وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا، كذلك الأمر كان للصوفيين أثرا رئيسيا في نشر الإسلام إلى مناطق مثل شرق أفريقيا والأناضول التي تشمل تركيا وجنوب آسيا وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا. 

وقد قام العديد من المفكرين المسلمين في العصور الوسطى بمطاردة وتضمين النزعة الإنسانية والعقلانية في أبحاثهم عن المعرفة والقيم، فيا أيها الناس لا يغرنكم بالله الغرور، ولا تركنوا إلى الدنيا دار العبور، فعما قليل ستنقلون إلى حياة القبور، وحشة وظلمات وثبور، أو سعادة وفرح ونور، ثم إلى هلع يوم البعث والنشور، في جنة وسرور، دار المقامة والحبور، أو خلود في نار وشرور، عذاب تكوى به الجباه والجنوب والظهور ، ويا أيها الآباء، ويا أيها الأولياء اتقوا الله في أماناتكم، اتقوا الله في أبنائكم، اتقوا الله في الزوجات والبنات، واخشوا يوما ترجعون فيه إلى عالم الخفيات، يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية، القلوب لله مفضية، والسر لديه علانية. 

واحذروا الفضائيات، فإنها سلابة النعم، جلابة النقم، جرت على أهلها الويلات وجلبت لهم النكبات، وأنت منها كثير من البيوتات، مشاهد أفقدت الزمام، ومناظر أضاعت الخطام، وقطعت صلة الأرحام وعطلت الأحكام، أخرجت للأمة جيلا متخلفا، وشبابا مقلدا، ومجتمعا متفلتا، أشعلت نار الحروب ، وأظلمت السبل والدروب ، تقليد للكفار، وتبعية للفجار، شباب يرقص ويغني، عقوق للوالدين، تحطيم لقواعد الدين، سلاسل حول المعاصم، وقلائد محيطة بالرقاب والجماجم، قصات غريبة، وألبسة عجيبة وشباب غرق في الشهوات، وضاع في الشبهات، دلع وخضوع، تقمص وخنوع، برامج مخلة للآداب تعرض، ومسلسلات محرمة تمرض، وذنوب تقرض، تمزيق للحياء، فتنة وإيذاء، استكبار وإباء، سبحان الله عجائب وغرائب، يقف لها العاقل محتار، والغيور منهار. 

تلكم فراخ الفضائيات، ونتاج المشاهدات، فمتى أيها الآباء ستشعرون بعظم المسؤولية، وخطورة التفريط في الرعية، فبالله عليكم، هل جهدتم في نصح أبنائكم، أم هل فرطتم في أماناتكم، فإن لم تجهدوا لأهليكم، وتنصحوا لذويكم، فإليكم ما صح في الصحيحين، من قول نبي الثقلين، حيث قال صلى الله عليه وسلم " ما من والى يسترعيه الله رعية ، ثم لم يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة " فتذكروا يوم العرض والحساب والوقوف بين يدي شديد العقاب، فعن تقصيركم ستسألون، وعن تفريطكم ستعاقبون، واسمعوا قول رب البرية، وخالق البشرية ، حيث قال في كتابه الكريم " وقفوهم إنهم مسئولون"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.