رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 12:25 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن مراحل التنقية في تاريخ الأمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 28 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتاب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، وإنه ما قامت الدولة ولا رسخت الفكرة ولا عظمت الصحبة، إلا بعد تنقية وغربلة لصف المؤمنين، ولقد تنوعت مراحل التنقية في تاريخ الأمة ودعوتها، ومن بين مراحل التنقية والتصفية رحلة بل رحلتان عظيمتان امتن الله تعالى بهما على خير أنبيائه ومرسليه، وشرفه ربه بأفضل مقام، وأعلى منزلة، إنها رحلة الإسراء ورحلة المعراج.

التي أعلن الله تعالى فيها قيمة نبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلن كذلك قيمة هذه الأمة وعظمتها آمن بذلك من آمن، وكفر من كفر، وها هو الداعية الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، يدعو قومه إلى الله تعالى، سنوات مأساوية، مليئة بالعواصف العاتية من التعذيب والإيذاء والبغضاء والافتراء، ثم كان العام العاشر من البعثة العام الحزن الذي فقد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب الذي كان ينافح عنه ويدفع عنه أذى قريش، وبعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام أو شهرين يفجع النبي صلى الله عليه وسلم بموت رفيقة دربه، السيدة خديجة رضي الله عنها، وهي من في مؤازرتها له وقوفها إلى جانبه في أشد المواقف على مدى خمسة وعشرين عاما، ويتلفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مكة فلا يجد من ينصره ليبلغ رسالة ربه.

فيخرج إلى الطائف، ويعرض دعوته على ثقيف، فيردون عليه بأقبح رد، وآذوه ونالوا منه ما لم ينل منه قومه، وأغروا به سفهاءهم يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان، وينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف محزونا مهموما، فيمشي ولا يشعر بنفسه، حتى استفاق في قرن الثعالب فأخذ يناجي ربه بالدعاء المشهور"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك أو ينزل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك"

ثم يعود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة، فلم يستطع دخولها إلا تحت جوار المطعم بن عدي وهو رجل مشرك، وفي ظل هذه الأجواء الكالحة، والظروف الحرجة، وبعد مضي ثنتي عشرة سنة من البعثة، يشاء الله، اللطيف بعباده أن يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم، ويثبته على الحق، فيمن عليه برحلة تاريخية لم ينل شرفها قبله نبي مرسل ولا ملك مقرب، إنها رحلة مباركة طيبة، بدأت بأقدس بقاع الأرض، وانتهت بأعلى طبقات السماء، فانتقل النبي صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماء، ورأى ما رأى من آيات الله تعالى ومشاهد القدرة والقوة، فقد أحرج الله تعالى بها قلوب الجاحدين، وأقر الله بها أعين المؤمنين الصادقين، وصفى الله بها أفئدة المنتسبين إلى الدين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.