رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 10 مايو 2024 4:24 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن نافع بن عبد قيس الفهري "جزء 1"

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

لقد أيّد الله عز وجل، دينه بنوعية خاصة من الرجال، فقد اصطفاهم المولى عز وجل، واختارهم من بين خلقه لنيل شرف المهمة الجليلة، هؤلاء الرجال الأبطال تغلغل الإيمان في قلوبهم، وارتقت نفوسهم إلى أعلى عليين من أجل نصرة الدين، فلم يبق لهم همة ولا هدف ولا غاية في الحياة إلا لخدمة الإسلام ونشره بين الناس، إنهم رجال آثروا مرضات الله عز وجل بدعوة الناس للإسلام على متاع الحياة الدنيا، فودعوا الراحة والدعة والسكون وهجروا الفراش والسلامة وتركوا الديار والأهل والأحباب، وصارت ظهور الخيل مساكنهم، وآلات الجهاد عيالهم، وإخوان الجهاد رفقاءهم، فلا عجب إذا أن تنتهي حياتهم في آخر بقاع الدنيا، فهذا يموت في بلاد الصين. 

وهذا في أدغال أفريقيا وذاك في أحراش الهند، وكلهم راض بهذه الحياة وهذه النهاية، طالما توجت حياته بأسمى ما يريد، وهو الشهادة في سبيل الله، وبين أيدينا من الجيل الأول ومن السابقين إلى الإسلام نافع بن عبد القيس الفهري، وهو أخو العاص بن وائل لأمه، وكان مع عمرو بن العاص في فتح مصر فيما ذكره ابن عبد الحكم في الفتوح، وقد بعثه عمرو بن العاص إلى برقة، وهو على شرط أبي عمر بمقتضى ما نقل أنه لم يبق بعد الفتح من قريش إلا من شهد حجة الوداع، وهذا قرشي، وقد بقي إلى خلافة عثمان بن عفان، فهو على الشرط، وكانت زوجته هى السيده النابغة سلمى بنت حرملة الجلانية العنزية، وهى والدة كل من الصحابي عمرو بن العاص السهمي القرشي. 

وعقبة بن نافع الفهري القرشي وعروة بن أثاثة العدوي القرشي وأرنب بنت عفيف بن أبي العاص القرشية، وكانت النابغة من بني جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وقد أصابت سلمى رماح العرب في أحد حروب الجاهليه، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بن المغيرة المخزومي القرشي، ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان التيمي القرشي، ثم صارت إلى العاص بن وائل السهمي القرشي، وأما عن نافع بن عبد قيس فكان إبنه هو القائد الفاتح العظيم عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أميّة بن الظرب بن الحارث بن عامر بن فهر القرشي، وقد ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يصحبه.

وذلك قبل عام واحد من الهجرة النبوية الشريفه، وكان والداه من السابقين إلى الإسلام، وبهذا يكون قد وُلد ونشأ في بيت من بيوت الإسلام، وهو أخ لعمرو بن العاص رضي الله عنه، وأمه هي النابغة، ولهذا فعقبة يُعدّ أخاً لعمرو بن العاص لأمّه، إلا أن هناك روايات تذكر أنهم أبناء خالة، وأخرى أن عقبة ابن أخت عمرو بن العاص، وخلاصة ذلك أنه من أقرباء عمرو بن العاص، وقد تأثّر عقبة بن نافع بالبيئة التي تربّى ونشأ فيها، فشارك في الفتوحات الإسلامية، بل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولاه قيادة الجيوش، لشجاعته وقوته، علما أن عمر كان يعطي القيادة للصحابة فقط، إلا استثناء في حق عقبة، ولمع نجم عقبة كقائد ومحارب، وخاصة في المغرب العربي.

وكان عقبة بن نافع بن عبد القيس الأموي الفهري هو من كبار القادة العرب والفاتحين في صدر الإسلام، وقد شهد مع عمرو بن العاص فتح مصر، ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقيا وهى تونس حاليا، فولاه عمرو برقة بعد فتحها، فقاد منها حركة الفتح باتجاه الغرب، فظهرت مقدرته الحربية الفائقة وحنكته وشجاعته، وعلا شأنه، وفي خلافة معاوية بن أبي سفيان ولاه أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب حتى أتى واديا يسمى القيروان فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة، كما بنى به جامعا لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة خمسه وخمسين من الهجره، عزله معاوية من ولاية أفريقية، فعاد للمشرق.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.