بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 21 يناير 2024
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد، هذا هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عندما خرج في يوم من الأيام وكان قد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، فيقول أبو هريرة رضي الله عنه فمر علي الصديق فسألته عن آية من كتاب الله، والله ما سألته عنها إلا ليستتبعني فلم يستتبعني، وإنما أجابني عن سؤالي ومضى لأنه لم يعلم بجوعي، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله، والله ما سألته عنها إلا ليستتبعني، فأجابني ومضى ولم يفعل، يقول فكنت جالسا فمر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فقال لي "أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال الحق بي، يقول فتبعت رسول الله فدخل إلى بيته فقال هل عندكم من طعام؟ فقالت عائشة نعم يا رسول الله عندنا قدح فيه لبن أهدي لنا من فلان.
يقول ففرحت بذلك فرحا شديدا، فقلت سأشرب اللبن ويذهب ما بي من الجوع فقال لي يا أبا هريرة ادع أهل الصفة، وأهل الصفة هم مجموعة من فقراء الصحابة كانوا يسكنون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، كلما جيء بطعام للنبي صلى الله عليه وسلم أعطاهم منه، وأهل الصفة هم أضياف الإسلام، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة رضي الله عنه "ائتني بأهل الصفة" يقول أبو هريرة رضي الله عنه فحزنت لذلك حزنا شديدا، وقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ ثم إنه دعاهم فأتوا فقال صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة فقال لبيك يا رسول الله، قال له خذ القدح وأعطه واحدا واحدا حتى وشربوا جميعا، يقول أبو هريرة ثم نظرت في القدح فوالذي نفسي بيده وجدت القدح لم ينقص منه شيء، فقال لي الحبيب صلى الله عليه وسلم.
يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله، قال اجلس يقول فجلست، قال اشرب، قال فشربت، ثم قال اشرب مرة ثانية، فشربت ثم قال اشرب فشربت للمرة الثالثة، فبعد الثالثة قال لي اشرب فقلت له والله لا أجد له مسلكا يا رسول الله، يقول فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم القدح فجلس وشرب فيقول أبو هريرة فوالله بعدما شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت القدح وكأنه قد زاد عن أوله، إنها بركة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، فلقد قام أكثر من ثلاثمائة صحابي وتوضئوا من قدح صغير كما في الحديث الصحيح من حديث أنس قال فوالله رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من بركة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما عن موضوع العُمرة في شهر رجب؟ فقد دلت الأحاديث النبوية الشريفة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، جالس إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها فسئل؟ كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربعا إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه قال وسمعنا إستنان السيدة عائشة أم المؤمنين، أي سمعوا صوت السواك، في الحجرة فقال عروة يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبدالرحمن ؟ قالت ما يقول ؟ قال يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت "يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد، أي حاضر معه، وما اعتمر في رجب قط" متفق عليه.
وجاء في رواية أخري عند الإمام مسلم " وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم" وهنا قال النووي بأن سكوت ابن عمر رضي الله عنهما على إنكار السيدة عائشة رضي الله عنها إنما يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أوشك، ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر الكريم المبارك تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن ولم يرد في ذلك نص إلى جانب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه اعتمر في رجب.
إضافة تعليق جديد