رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 يوليو 2024 6:15 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أسواق العرب قديما وحديثا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدا عليه الصلاة وأتم التسليم، الذي أرسل صلي الله عليه وسلم عددا من أصحابه رسلا لدعوة الملوك والأمراء إلى توحيد الله سبحانه، فمن الملوك من أسلم ومنهم بقي على دينه، وثبت في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه قول الله تعالي " وأنذر عشيرتك الأقربين" صعد على الصفا فجعل ينادي "يا بني فهر، يا بني عدي" لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟" قالوا نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، فقال صلي الله عليه وسلم "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" 

فقال أبو لهب " تبا لك ألهذا جمعتنا؟ وهو صلي الله عليه وسلم الذي كانت هذه شهادة أبي جهل فرعون هذه الأمة بصدقه صلى الله عليه وسلم، فقيل أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم "إنا لا نكذبك لكن نكذب ما جئت به" ولما قال له الأخنس بن شريق "يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟" فقال "ويحك والله إن محمدا صادق، وما كذب محمد قط" فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد قال الاصمعى، أن دبا سوق من أسواق العرب وهي مدينة قديمة مشهورة لها ذكر في أيام العرب وأخبارها وأشعارها، وكانت توصف قديما بأنها قصبة عمان ولعل هذه السوق المذكورة فتحها المسلمون. 

في أيام أبى بكر الصديق رضي الله عنه عنوة فى السنة الحادية عشرة من الهجرة، ولقد إشتهرت ببيئتها الخصبة المليئة بالأصداف البحرية الكبيرة اللازمة لصناعة الخزف والنقوش للمبانى، وصناعة أزرار الملابس وغيرها من، الأستخدامات الصناعية الأوروبية فى ذلك الوقت، ولتجارة الأصداف في دبا قديما أصول وقواعد تتبع حيث كانت تباع بالوزن وكانت السفينة تجلب في رحلة واحدة حوالي من ألف إلى ألف وخمسمائة من الأصداف، وكان المن الواحد من تلك الأصداف يساوي حوالى خمسة أصداف كبيرة، وكما كانت دبا أيضا تشتهر بصيد الأسماك وتصدير أنواع كبيرة منها مثل أسماك السردين والمالح والشعاريف إلى الخارج إضافة إلى توافر أسماك أم الروبيان قرب سواحلها حيث تعيش تلك الأنواع من الأسماك على الصخور، ولم يكن الأهالي يهتمون بصيد هذا النوع من الأسماك برغم سهولة صيدها.

حيث يسلط عليها ضوء فتقترب من هذا الضوء ويمكن إمساكها باليد، وبرغم وجود المدينة على ساحل البحر إلا أنها تتمتع بمصادر عذبة ووفيرة للمياه بجانب تربة زراعية خصبة لذا فهي بيئة زراعية يحرص الكثير من أهلها على العمل بالزراعة واستثمارها خير استثمار وتحوي العديد من الثمار والنخيل المثمرة، الى جانب أشجار الليمون والمانجو والرمان والفرصاد التوت وغيرها من أنواع الحمضيات والفواكه المختلفة، فهى واحة الحضارة والأصالة، وإن دبا مدينة الحضارة والتاريخ واحة الإمارات الخضراء ومعقل التراث والآثار الخالدة التى تعود الى الألف الرابع قبل الميلاد، فهى بحق رمز من رموز التقدم والعطاء، وتحفة فنية وحضارية، وهى مدينة عصرية حديثة تسر الناظرين عندما تشتاق الى الأصالة ويشدك الحنين الى الماضى. 

فبين حدائقها السندسية الخضراء المطرزة بالورود والرياحين ستجد روعة الحاضر الزاهر وأصالة التاريخ يتعانقان على ارضها، حيث تمتاز مدينة دبا بموقعها الجغرافى الرائع على الساحل الشرقى لدولة الإمارات وهى منارا سياحيا لما تمتاز به من مناظر طبيعية خلابة وجبال وأودية وشلالات وينابيع طبيعية وقلاع أثرية وشواطئها الجميلة، وتطل شواطئها على خليج عمان والمحيط الهندى لتضفى روعة أخرى إلى روعة الساحل الشرقى، ودبي هي تصغير لكلمة دبا التي كانت سوقا مشهورا، ولقد سميت دبي بهذا الاسم تشبيها لها بسوق دبا، وقيل تصغير دبا وهو الجراد الذى لم تثبت له الأجنحة بعد سميت بذلك لأنها كان ينتشر فيها الجراد آنذاك قبل أن تسكن ومن أسمائها الوصل.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.