رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 4:54 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أعظم الأمانات التي استرعاكم الله عليها

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 15 فبراير 2024
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه "علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم" وعباد الله إن من أعظم الأمانات التي استرعاكم الله عليها أمانة الأولاد، وهذه الأمانة عامة تشمل أمانة التوجيه والتعليم والأخذ بأيديهم لما فيه خيرهم وصلاحهم، وقد وجه رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نستقبل حياتهم بالذكر والدعاء.
بل إن الإستغفار سبب لحصول الولد لمن لا يولد له فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما رزقت ولدا قط ولا ولد لي قال صلى الله عليه وسلم فأين أنت من كثرة الاستغفار وكثرة الصدقة ترزق بها فكان الرجل يكثر الصدقة ويكثر الاستغفار قال جابر فولد له تسعة ذكور ولعل ذلك مقتبس من قول الله تعالى حكاية عن نوح عليه الصلاة والسلام " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء غليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين " فيا أيها المؤمنون ربّوا أولادكم على مراقبة الله تعالي والخوف منه وإستشعار قربه وإطلاعه عليهم لتتحقق المراقبة الذاتية، عندهم والفتوا نظرهم إلى عظمة الخالق وما أبدعه في هذا الكون الفسيح وهو السماوات والأرض والجبال والبحار والشمس والقمر والنجوم ليسرحوا طرفهم فيه.
يتفكرون ويتأملون فيزيدهم ذلك طاعة وقربا من الله عز وجل، وعودوهم كذلك على الصلاة ونشأوهم على المحافظة عليها واغرسوا في نفوسهم حب الخير ومساعدة المحتاج وإحترام الكبير وبر الوالدين وصلة الرحم لينشأوا على ذلك ويكون سجية عندهم، فإن التجارة الرابحة لكم هي صلاحهم واستقامتهم قال صلى الله عليه وسلم "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال "لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا" وهذه وثيقة تربوية عظيمة لو عقلها الآباء والمربون وأخذوا بها لتحقق خير كثير للأجيال الناشئة لأن في ذلك مراعاة لأعمارهم وحاجاتهم وهم ينتقلون من مرحلة عمرية إلى مرحلة وهذا ما كان يعتني به قدوتنا وإمامنا في تربيته لأصحابه.
ولقد كان شباب الإسلام حماة لأوطانهم مدافعين عن أعراضهم مقاتلين لأعدائهم متبعين لسنة نبيهم متمسكين بدينهم شباب تعتمد عليهم أمتهم يرهبهم عدوهم ذلكم هو الشباب المسلم الأبي وعندما يقلب الحصيف بصره وينقل اللبيب عينه لا يجد اليوم إلا شبابأ قد وهنتهم حمى الغرب وضربتهم شمس التقدم الزائف وطغت عليهم حضارة الكفر فقذف في قلوبهم الوهن فبدأوا يهرفون بما لا يعرفون تراهم سكارى وما هم بسكارى" رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون " أشباب اليوم هم شباب الأمس؟ فإذا أردتم الجواب ومعرفة الصواب فسلوا المدارس عن طلابها والأعمال عن موظفيها سلوا المساجد عن روادها وسلوا الخرابات عن ساكنيها والاستراحات عن مرتاديها؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.