رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 17 يونيو 2024 12:34 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أولئك يجزون الغرفة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من صفات المؤمنين والمؤمنات، أنهم هم عباد الرحمن على الحقيقة والكمال، وقرة العين أن ترى ولدك من ذكر وأنثى متخلقا بصالح الأعمال، والولد إذا أطلق يشمل الذكر والأنثى، والذكر يقال له ابن والأنثى يقال لها بنت، وهكذا كلمة الذرية تشمل الذكر والأنثى، ومنه الحديث "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له فالولد يشمل الذكر والأنثي.

فقوله سبحانه وتعالى " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين" يعني ذرية تقر بهم العين لكونهم مطيعين لله مستقيمين على شريعته، وهكذا الأزواج، الزوج إذا رأى زوجته على طاعة الله قرت بها عينه، وهكذا الزوجة إذا رأت زوجها على طاعة الله وهي مؤمنة قرت بذلك عينها، فالزوج الصالح قرة عين لزوجته والزوجة الصالحة قرة عين لزوجها المؤمن، والذرية الطيبة قرة عين لآبائهم وأمهاتهم وأقاربهم المؤمنين والمؤمنات، وقوله " واجعلنا للمتقين إماما" يعني أئمة في الخير هداة للخلق، ثم أوضح سبحانه جزاءهم فقال " أولئك يجزون الغرفة" وهي الجنة، سميت غرفة لارتفاعها، لأنها في أعلى مكان فوق السماوات تحت العرش، فالجنة في أعلى مكان ولهذا قال تعالى " أولئك يجزون الغرفة" 

يعني الجنة بما صبروا أي بسبب صبرهم على طاعة الله، وصبرهم عن محارم الله، وصبرهم على المصائب، فلما صبروا جازاهم الله بالجنة العالية العظيمة، لما صبروا على أداء حق الله وصبروا عن محارم الله وصبروا على المصائب المؤلمة من مرض وفقر وغير ذلك، جزاهم الله بأحسن الجزاء، فهذه من صفات أهل الإيمان الكامل من الذكور والإناث أهل السعادة والنجاة، وفي القرآن آيات كثيرات بين الله فيها سبحانه وتعالى صفات المؤمنين والمؤمنات وأخلاقهم، وهذه حالة الأتقياء من الذكور والإناث، وهذه صفاتهم بينها سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة من سورة البقرة بقوله " ولكن البر من آمن بالله " والمعنى ولكن ذا البر أي صاحب البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين.

آمن بالله ربا وإلها سبحانه وتعالى، وآمن بأنه معبوده الحق، وأنه خالقه ورازقه، وأنه سبحانه موصوف بالأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له ولا كفؤ له ولا ند له، بل هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه، بل له الكمال المطلق من كل الوجوه، وآمن باليوم الآخر، أي بالبعث بعد الموت، هذه الدنيا تزول ويأتي اليوم الآخر، وهو يوم القيامة، فلابد من هذا اليوم سوف يأتي، وسوف يبعث الله عباده، فاليوم الآخر هو يوم الحساب والجزاء والجنة والنار والميزان والصراط وإعطاء الصحف باليمين والشمال ونصب الميزان ووزن الأعمال، ثم بعد ذلك كله ينتهي الناس إلى الجنة أو النار، فالمؤمنون إلى الجنة والسعادة والكرامة، والكافرون إلى النار والعذاب المهين.

وهكذا الإيمان بالملائكة الذين هم في طاعة ربهم، وجند من جنوده، وسفراء بينه وبين عبادة في تبليغ أوامره ونواهيه سبحانه وتعالى، وهكذا الإيمان بالكتاب، والمراد به الكتب المنزلة من السماء، وأعظمها القرآن الكريم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.