رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 12:33 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن إذا دخل العشر شد المئزر

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 26 مارس 2024

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان وعن فضل قيام ليلة القدر، وعن العشر الأواخر، ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر، والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر.

وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا إرتياب، ومما ينبغى الحرص الشديد عليه في هذه العشر هو الإعتكاف فى المساجد التى تصلي فيها فقد كان هدى النبى صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله وانما كان يعتكف فى هذه العشر التى تطلب فيها ليلة القدر قطعا لانشغاله، وتفريغا للياليه وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه وكان يحتجز حصيرا يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم، وقد روى البخارى أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف فى العام الذي قبض فيه عشرين يوما، وإن من فضائل هذه الأمة أن الله أعطاها في كل سنة. 

فى كل رمضان، فى هذه العشر يوما فيه ليلة العبادة فيها تفوق العبادة فى ثلاث وثمانين سنة، فعندك فى كل ليلة قدر من كل سنة تمر بك في عمرك عبادة إنسان مُعمّر بهذه السنوات الطويلة كأنك عبدت الله فى ثلاث وثمانين سنة، كل سنة من السنوات، فتأمل فضل الله على هذه الأمة، وهوسبحانه وتعالى ذو الفضل العظيم، وفي هذه السنة تنقل مقادير الخلائق من الأرزاق، والآجال من اللوح المحفوظ، إلى صحف الملائكة، تفصل المقادير من اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه الأقدار قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وفى ليلة القدر من كل عام تفصل أقدار كل سنة من اللوح المحفوظ إلى صحف الملائكة لتقوم بإنفاذها، فترى شخصا يمشى فى الأرض، وهو مكتوب في هذه السنة من الأموات. 

وما يقدر الله كل سنة من خير، ورزق، وصحة، ومرض، وحياة، وموت، وولد، ونحو ذلك من الأقدار كله في هذه الليلة ينقل إلى صحف الملائكة فهنيئا لمن أصاب ليلة القدر فسأل الله خيره، وسأل الله فضله، فقال الإمام النووى رحمه الله ليلة القدر مختصة بهذه الأمة زادها الله شرفا فلم تكن لمن قبلها، ما أدركها داع إلا وظفر، ولا سأل فيها سائل إلا أعطي، ولا استجار فيها مستجير إلا أجير، وكان السلف رحمهم الله يستحبون الإكثار من الدعاء تلك الليلة، وقال الشافعى رحمه الله "أستحب أن يكون اجتهاده فى نهارها كاجتهاده فى ليلها" فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.