رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 ديسمبر 2024 2:47 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن إظهار الفرح والحزن يوم عاشوراء

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 13 إبريل 2024

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد، روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " هذا يوم تاب الله فيه على قوم فاجعلوه صلاة وصوما" يعني يوم عاشوراء، ففيه تاب الله تعالى على أبو البشر آدم عليه السلام، وفيه أهبِط إلى الأرض، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، وجاء في أحاديث وآثار أخرى أن عاشوراء هو اليوم الذي فيه تاب الله على نبى الله يونس عليه السلام.

وفيه تاب على قومه، وفيه أمر بني إسرائيل بالتوبة، ويعتقد البعض أن يوم عاشوراء وقعت فيه عدة أحداث على مر السنين، فمن ذلك أن الكعبة كانت تكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء ثم صارت تكسى في يوم النحر، وهو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي نجى الله فيه نوحا وأنزله من السفينة، وفيه أنقذ الله نبيه إبراهيم من نمرود، وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل، وفيه غفر الله لنبيه داود، وفيه وهب سليمان ملكه، وفيه أخرج نبي الله يونس من بطن الحوت، وفيه رفع الله عن أيوب البلاء، وهذه الأحداث كلها أنكرها علماء أهل السنة وبينوا أنه لا تصح أي من هذه الروايات سوى فضل الصوم في هذا اليوم وأن إظهار الفرح في هذا اليوم هو مذهب أعداء آل البيت.

وأما إظهار الحزن فيه فهو مذهب الراوفض وكلاهما غلو في هذه اليوم، وإن البعض يذهب ويحضر مسيرات الشيعة ويتفرج عليهم أو ينظر لها عبر النت، وكل هذا منكر يجب إنكاره ولا يحل حضوره ولا النظر إليه، فاحمدوا الله على العافية وسلامة العقيدة، وإن هذا الحدث يوم عظيم من أيام الله تعالى ينبغي علينا أن نتذكره ونتأمل فيه، فقال الله تعالى "وذكرهم بأيام الله" وإن من يتأمل الوقائع والأحداث عبر السنين والأعوام، تيقن أن الله تعالى يداول الأيام بين الناس، فقد ظن جبابرة كثيرون أن الدنيا قد استسلمت لهم، وأنهم عليها غالبون، وأن القرار لهم، والغلبة والسيطرة لهم، فهذا فرعون علا في الأرض وأفسد فيها، يستحي النساء، ويقتل الرجال، ويشرد ويدمر، ويقتل، ورفع نفسه فوق منزلته، وظن أنه رب يعطي ويمنع، ويحيي ويميت.

ويفعل ما يحلو له، غير آبه بأحد، فلما استكبر وطغى، وفجر وبغى، أخذه الله نكال الآخرة والأولى، وأهلكه ودمره ودمّر جنده، فاللهم اغفر لنا ذنوبنا ووسع لنا في دورنا، وبارك لنا فيما رزقتنا، اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من الهرم والتردي والهدم والغم، والغرق والحرق، ونعوذ بك من أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم ارزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، اللهم إنا نعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.