بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، وبعد فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم، وفي صلواتكم لتفلحوا في دنياكم، ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من التنمر وخصوصا بين الأطفال ويوجد عدة علامات تنتاب الطفل المتنمر عليه والتى يمكن للأهل من خلالها معرفة ما إذا كان ابنهما أو بنتهما تعرضا للتنمر داخل المدرسة.
وهى إنسحاب الطفل بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه، أو تراجع إهتمامه بالأنشطة المدرسية أو ما بعد المدرسة أو بتعاده عن أصدقائه أو أي تجمعات، أو إهمال شكله الخارجي ومظهره العام، أو إهمال واجباته المدرسية أو أي أغراض متعلقة بالمدرسة ككتبه ودفاتره ووجباته الغذائية أو التأخر عن باص المدرسة أو يسعى الطفل المعرض للتنمر إلى الهروب من الواقع الذي يعيشه أو يعاني الطفل المعرض للتنمر حالة من العصبية والغضب أو يعاني حالة من القلق الدائم والخوف أو يعاني من حالة مزاجية متقلبة، وقد يخفي الطفل أدوات لحماية نفسه في المدرسة مثل السكاكين، وكما يمكن أن تظهر على جسده بعض الكدمات والجروح، وقد يعاني حالة من فقدان أو زيادة الشهية.
أو يعانى من قلة النوم أو النوم بكثرة، وكما يعاني من يتعرض للتنمر إلى الصداع وآلام المعدة وحالات من الخوف والذعر، وترجع الدراسات أسباب ظهور التنمر في المدارس إلى التغيرات التي حدثت في المجتمعات الإنسانية والمرتبطة أساسا بظهور العنف والتمييز بكل أنواعه واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع وتأثير الاعلام على المراهقين، وانتشار الجهل والفقر وعدم قدرة أهل هؤلاء الطلبة المتُنمّرين على ضبط سلوكاتهم، ويمكن تلخيص أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة التنمر، أنه في كثير من الأحيان ينحدر المتنمرون من الأوساط الفقيرة ومن العائلات التي تعيش في المناطق المحرومة أو ما يسمى أحزمة الفقر، وتعاني من مشاكل اقتصادية في ظل وضع سوسيولوجي.
يتسم باتساع الهوة والفوارق بين الطبقات الاجتماعية، ومن الناحية السيكولوجية عادة ما يكون المتنمرون وخصوصا القادة منهم ذوي شخصيات قوية ومن الشخصيات السيكوباثية المضادة للمجتمع، وتكمن خطورة هذا النوع في إمكانية تحوله خارج المدرسة إلى مشروع مجرم يهدد استقرار المجتمع حيث غالبا ما يؤسس المتنمرون عصابات إجرامية أو ينضمون إلى عصابات إجرامية قائمة، وإلى جانب ذلك يمكن أن يلجأ الطفل إلى العنف نتيجة مرضه واضطراباته السلوكية التي تحتاج إلى علاج وتدخّل من أشخاص مهنيين، مثل الأطباء النفسيين المختصين في الطب النفسي للأطفال أو الأختصاصيين النفسيين أو المرشدين في المدارس، فأحيانا تعود أسباب التنمر إلى اضطرابات نفسية.
قد تحتاج إلى علاج دوائي وهذا بالطبع يكون بعد أن يتم الكشف من قبل طبيب نفسي ومن الأهمية أن يكون هذا الطبيب مختصا في الطب النفسي للأطفال.
إضافة تعليق جديد