رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 8:07 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن إنما أنا رحمة مهداة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 13 يناير 2024
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم أحلم الناس وأوسعهم صدرا، وألينهم عريكة وأدمثهم خلقا وألطفهم عشرة، فقد كان يكظم غيظه ويعفو ويصفح ويغفر لمن زلّ، ويتنازل عن حقوقه الخاصة ما لم تكن حقوقا لله، وقد عفا عمن ظلمه وطره من وطنه وآذاه وسبّه وشتمه وحاربه، فقال لهم يوم الفتح " اذهبوا فأنتم الطلقاء" وعفا عن ابن عمه سفيان بن الحارث يوم الفتح لما وقف أمامه وقال له تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين.
وقد واجهه الأعراب بالجفاء وسوء الأدب، فحلم وصفح، وقد امتثل أمر ربه في قوله " فاصفح الصفح الجميل" فكان صلي الله عليه وسلم لا يكافئ على السيئة بالسيئة، بل يعفو ويصفح، وكان لا ينفذ غضبه إذا كان لنفسه، ولا ينتقم لشخصه، بل إذا غضب ازداد حلما، وربما تبسم في وجه من أغضبه، ونصح أحد أصحابه فقال صلي الله عليه وسلم "لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب" رواه البخاري، وكان يبلغه الكلام السيء فيه، فلا يبحث عمن قاله ولا يعاتبه ولا يعاقبه، وورد عنه أنه قال صلي الله عليه وسلم " لا يبلغني أحد منكم ما قيل فيّ، فإني أحب أن أخرج إليك وأنا سليم الصدر" رواه احمد، وبلّغه ابن مسعود كلاما قيل فيه، فتغيّر وجهه وقال صلي الله عليه وسلم " رحم الله موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر" رواه البخاري ومسلم.
فهو صلي الله عليه وسلم رحمة للبشرية ورد عنه أنه قال" إنما أنا رحمة مهداة " ورأى صلي الله عليه وسلم ولد إحدى بناته تفيض روحه، فبكى، فلما سئل عن ذلك قال صلي الله عليه وسلم " هذه رحمة يضعها الله في قلب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباه الرحماء" وكان صلي الله عليه وسلم رحمة على القريب والبعيد، عزيز عليه أن يدخل على الناس مشقة، فكان يخفف بالناس مراعاة لأحوالهم، وربما أراد أن يطيل في الصلاة فيسمع بكاء الطفل فيخفف لئلا يشق على أمه ولما بكت أمامة بنت زينب ابنته حملها وهو يصلي بالناس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها" وسجد صلي الله عليه وسلم مرة فصعد الحسن على ظهره، فأطال السجود، فلما سلّم اعتذر للناس وقال صلي الله عليه وسلم.
" إن إبني هذا ارتحلني، فكرهت أن أرفع رأسي حتى ينزل" رواه أحمد، وقال صلي الله عليه وسلم " من أمّ منكم الناس فليخفف، فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة" رواه البخاري ومسلم، وقال صلي الله عليه وسلم لمعاذ لمّا طوّل بالناس " أفتّان أنت يا معاذ؟" وقال " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" رواه البخاري ومسلم، وربما ترك العمل خشية أن يفرض على الناس، وكان يتخوّل أصحابه بالموعظة، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ووفقنا لطاعتك وطاعة رسولك، وثبتنا على دينك حتى نلقاك، يا رب العالمين، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.