رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 ديسمبر 2024 2:22 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن إن للموت لسكرات

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 16 إبريل 2024
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالإجتماع ونهى عن الإفتراق، وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالاتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق ثم أما بعد إنه الحقيقة الواضحة التي لا مفر منها ولا مهرب إنه الموت أيها المسلمون، ها هو الموت أيها الغافلون، ها هو الموت أيها المذنبون، ها هو الموت أيها العاصون، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن للموت لسكرات، إن للموت لسكرات، إن للموت لسكرات، اللهم هون علينا سكرات الموت" وانظروا جميعا إلي يوم أن يحيى الله إسرافيل وجبريل وميكائيل وملك الموت وحملة العرش.
فينادي الحق تبارك وتعالى ويقبض الله الأرواح بيمينه، فأرواح المؤمنين تتوهج لها ضياء ونور، وأرواح المشركين لها ظلمة، فيقبضها الله بيمينه ويضعها في الصور، ويأمر الله إسرافيل بالنفخ ثم يقول وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده، ثم ينادي منادي من قبل الحق سبحانه وتعالي على أهل القبور، ويقول أيتها العظام البالية، أيتها العظام الناخرة، قومي لفصل القضاء بين يدي رب الأرض والسماء فيخرج الجميع بعدما أحياهم الله، وبعدما انشقت عنهم الأرض، ونبينا صلي الله عليه وسلم أول من تنشق عنه الأرض، يخرج الناس حفاة عراة غرلا، والحافي هو من ليس في قدميه نعل، والعاري هو من ليس على بدنه ثوب، وغرلا جمع أغرل، والأغرل هو الصبي قبل الختان، فيخرج الناس مذهولين مذعورين، فكلهم في فزع، وكلهم في رعب.
والكل شاخص ببصره إلى السماء ينتظر الأمر من الله جل وعلا والشمس فوق الرءوس، ها هي أرض المحشر، وها هو يوم البعث، يوم أن نبعث من القبور حفاة عراة غرلا، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها "الرجال مع النساء يا رسول الله؟ قال نعم يا عائشة، قالت يا رسول الله ينظر الرجل إلى سوءة المرأة، والمرأة إلى سوأة الرجل؟ قال يا عائشة إن الأمر أكبر من أن يهمهم ذلك، أما قرأت قول الله جل وعلا " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه" الكل شاخص ببصره ينتظر الأمر من الله، وفجأة تتنزل الملائكة صفوفا، أهل السماء الأولى من الملائكة يصفون، ويقفون إلى جوار الخلائق وفيهم الأنبياء، تنزل الملائكة وهي وتنظر الخلائق إلى الملائكة المخلوقات النورانية، فتقول الخلائق للملائكة أفيكم ربنا؟ فتقول الملائكة سبحان الله كلا، وهو آت.
يأتي إتيانا يليق بكماله وجلاله للفصل بين العباد، وللقضاء بين العباد، وتتنزل الملائكة من السماء الثانية ومن الثالثة حتى السابعة، وبعد ذلك ينزل حملة العرش لهم صوت بتسبيحهم وهم يقولون سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان من لا يذوق الموت، سبحان من كتب الموت على الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس رب الملائكة والروح وبعدها ينصب الكرسي حيث شاء الله وحيث أراد الله، وينزل الملك نزولا يليق بكماله وجلاله، وكلما دار ببالك من صفات الله فالله بخلاف ذلك، ويستوي الملك على كرسيه استواء لا تدركه العقول، ولا تكيفه الأفهام، وإن يوم البعث خطره عظيم، وهو بعد مرحلة الصعق، وبعد نفخة الصعق أي الموت، وأن إسرافيل ينفخ في الصور ثلاث مرات، وهذا هو الصحيح نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث.
فنفخة الفزع يفزع بعدها كل من في السماوات وكل من في الأرض إلا من شاء الله، ثم تأتي نفخة الصعق أي الموت فيموت بعدها كل حي على ظهر هذه الأرض، فيقول تعالي " ونفخ في الصور فصعق" أي فمات " من في السماوات والأرض إلا ما شاء الله" وإن الاستثناء هنا لجبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت وحملة العرش، ويأتي ملك الموت إلى الله بعدما مات الملوك، ومات الحكام، ومات الرؤساء، ومات الجبابرة، ومات كل مخلوق، فيقول الملك لملك الموت يا ملك الموت من بقي؟ فيقول ملك الموت يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقي جبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت وحملة العرش، فيقول الله تعالي لملك الموت ليمت جبريل واللام لام الأمر، لام العظمة، لام الكبرياء، لام الإرادة.
لام من يقول للشيء كن فيكون فيموت جبريل، ثم يقول تعالي ليمت ميكائيل، فيموت ميكائيل، فيأتي ملك الموت إلى الملك فيقول الملك لملك الموت يا ملك الموت من بقي؟ فيقول يا رب مات جبريل ومات ميكائيل، فيقول الله تبارك وتعالى ليمت حملة العرش، فحملة العرش الذين يحملون عرش الله يموتون، إذن بعد موتهم من الذي يحمل عرش الله، فيقول تعالي " الرحمن علي العرش استوي" أي استوى كما أخبر وعلى الوجه الذي أراد، وبالمعنى الذي قال، استواء منزها عن الحلول والاستقرار، فلا العرش يحمله، ولا الكرسي يسنده، بل العرش وحملته والكرسي وعظمته الكل محمول بلطف قدرته، مقهور بجلال قبضته.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.