رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 12:35 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الإعتذار يزيدك مكانة ومحبة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 8 يناير 2024
الحمد لله ذي الفضل والإنعام على الجميع، يخلق ويرزق ويستر ويحمد الصنيع، يُطعم ويسقي، ويجبُر ويشفي الوجيع، يُعز ويغني وينصر ويرفع الوضيع، يكفي ويؤوي ويكسو ويكلأ الرضيع، يعفو ويصفح، ويمحو الخطأ الشنيع، نحمده تبارك وتعالى ونشكره على النعم كيلا تضيع، ونسأله الثبات على الإيمان والدين فإن أقبلت الدنيا لا نبيع، ونرجوه حسن الخاتمة وأن يلحقنا بالسابقين من أصحاب البقيع، وأشهد أن لا إله إلا الله النور الهادي البديع، شهادة نقر بها مختارين كي ندخل الحصن المنيع، من اعتقدها أمن العذاب ونجى عند الحساب ونال الشرف الرفيع، ومن أنكرها ضاع وظمئ وجاع ولم يطعم إلا الضريع، هل تنكر العيون من حفظها بالجفون؟ أم تنكر الأمعاء خروج الرجيع، وهل تنكر السماء من زينها بالنجوم؟
أو ينكر السحاب صوت الرعد الفظيع، هل تملك الشمس حبس ضيائها؟ أو تخرق النجوم مدارها؟ أو يأبى القمر أن يطيع، إذا رأيت السماء أمطرت، ورأيت الأرض أنبتت، وشبع الحمل الوديع، وإذا رأيت الزهور تفتحت، وسمعت الطيور غردت، وأقبل بعد الشتاء ربيع، وإذا رأيت نعيم الدنيا إلى زوال، ودوام الحال من المحال، وموت الأحبة بغير توديع، إذا حاولت أن تغير من الأمور واقعا، أو تجد للموت عنك دافعا، ففشلت الفشل الذريع، فاعلم أن للوجود بارئا للأمور مدبرا، واحذر عقابه السريع، ثم أما بعد روى الطبراني عن أسامة بن شريك مرفوعا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا" ومن حسن الخلق أن تحترم رأيها وأن لا تهينها سواء بحضرة أحد أم لا، ومن حسن الخلق إذا صدر منك الخطأ.
أن تعتذر منها كما تحب أنت أن نعتذر منك إذا أخطأت عليك، وهذا لا يغض من شخصك أبدا، بل يزيدك مكانة ومحبة عندها، ومن المعاشرة بالمعروف التوسيع بالنفقة عليها وعلى عيالها، ومنها استشارتها في أمور البيت وخطبة البنات، وقد أخذ النبي صلي الله عليه وسلم بإشارة أم سلمة يوم الحديبية، ومنها أيضا أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء عليهم بحقٍ أمامها ومبادلتهم الزيارات ودعوتهم في المناسبات، ومنها أن يمازحها ويلاطفها، ويدع لها فرصا لما يحلو لها من مرح ومزاح، وأن يكون وجهه طلقا بشوشا، وأن إذا رآها متزينة له لابسة لباسا جديدا أن يمدحها ويبين لها إعجابه فيها، فإن النساء يعجبهن المدح، ومنها التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها.
وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي لم يقل له قط أف " ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لا فعلت كذا" رواه البخاري ومسلم، ومن المعاشرة بالمعروف أيضا أن يتزين لها كما يحب أن تتزين له كما قال تعالي " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" ومنها أن يشاركها في خدمة بيتها إن وجد فراغا، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي يكون في مهنة أهله ويعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" رواه البخاري، أسأل الله العلي العظيم أن يطيب كسبنا، وأن يصلح نياتنا، وأن يرزقنا وإياكم تقواه وخشيته ظاهرا وباطنا، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.