رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 ديسمبر 2024 10:41 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الإنهيار الداخلي والهزيمة النفسية

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 4 مايو 2024
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد إنه يرى المفكرون أن من أصيب بالإنهيار الداخلي والهزيمة النفسية تجاه من يعاديه فإنه سيحاول جاهدا بقدرالمستطاع أن يثبت بأنه محب له ومسالم فلا بأس أن يهدي له كلمات المحبة والود والإخاء ولو كان ذلك على حساب عقيدته التي ينتمي إليها ويستظل بظلها، ومع تتابع الحملات الصليبية على الإسلام والمسلمين فقد أكدوا على أهمية حرب ما يسمى بالإرهاب، فإنهم أكدوا أن هذه الحملة لن تقتصر على القوة العسكرية فحسب، بل هي حملة واسعة النطاق عريضة الجبهة ومن أهدافها هو محاربة عقيدة الإسلام وقيمه العظام ومبادئه السامية.
وإن من المبادئ التي يسعى هذا العدوان لبثها في الأوساط الإسلامية، وخاصة بين النخب العلمية والمثقفة، والذين لهم تأثيرهم على أتباعهم ومريديهم، مبدأ الإخاء الإنساني أو الإنسانية، ومن ثم إلى الإخاء الديني والتلاحم الفكري محاولين أن يصنعوا لها ألوانا براقة تخلب الألباب وتثير المشاعر، فيتلقفها المسلمون وتسري في عروقهم تلك المبادئ حتى النخاع وعندئذ يتحقق للعدو ما أرادوا نشره وتنجح لعبتهم الماكرة لكسب المسلمين بجانب صفهم وصدق الله حين وصفهم بقوله " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال" والغريب أن هذه المبادئ قد نالت حظا واسعا بالانتشار في عقول كثير من المسلمين، وبعض المنتسبين للفكر والعلم وعقدت الكثير من اللقاءات والندوات الفكرية والحوارية باسمها، لأجل التنظير لها، والمنافحة عنها، حتى ظنت طائفة من المسلمين بأنها مصطلحات خير وبر.
وما دروا أن السم دس في العسل، فنعيش في زمان إنحرف فيه كثير من الناس، وضلوا عن الطريق المستقيم وحادوا عن الحق واتبعوا الشيطان وكثرت الفتن في كل مكان وتعددت أشكالها وألوانها وإن كثرة الوقوع في تلك الفتن والشهات والإنحرافات كل ذلك يعود إلي البعد عن طريق الله عز وجل، وإن مسؤولية الآباء تجاه الأهل والأبناء مسؤولية كبيرة ومتعددة ومتنوعة، في رأسها وفي قمتها ومن أبرزها هي مسؤولية التربية الإيمانية، حيث لابد من أن تربّي بيتك بما فيه من أهلك وأولادك وبناتك تربية وفق ما جاء به المنهج الإسلامي، ووفق ما جاءت به السنة النبوية الشريفة، ولا بد لكل من استرعاه الله أمانة النشء من بنين وبنات في البيوت أو معاقل التعليم أن يستشعر هذا الخطر، وأنه لا بد من مواجهته بكل السبل الممكنة، ومن أهمهما وأعظمها أثرا.
هو التربية الإيمانية المبكرة، المقرونة بالدليل والإقناع، والتي تبني إن شاء الله سياجا من الإيمان القوي، والعقيدة الصلبة، التي تتحطم عليها عوادي الشبهات والشهوات، وينبغي أن تعلم ابنك منذ بدأ يعقل أصول الإيمان ويجب أن تعلمه منذ بدأ يفهم أركان الإسلام، ويجب أن تعلمه حين بدأ يميِّز مبادئ الشريعة الغراء، فأصول الإيمان الإيمان بالله عز وجل، هو الإيمان بالله خالقا ومربيا، ومسيرا، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالرسل، والإيمان بالكتب، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالقدر خيره وشره، وهذه أركان الإيمان، ويجب أن تعلمه أركان الإسلام من صلاة، وصيام وحج وزكاة، ويجب أن تعلمه مبادئ هذا الدين القويم، من عقيدة ومن شريعة، ومن عبادات ومعاملات وأخلاق، ويستحب من رزق مولودا أن يفعل أول شيء.
أن يؤذن في أذنه اليمنى، وأن يقيم في أذنه اليسرى لأن هذا الطفل حديث العهد بالحياة، أول شيء يطرق سمعه كلمة التوحيد، هكذا علمنا النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، وللمعلم هنا دور بالغ الأهمية في تعديل تلك التصورات السلبية واستبدالها بتصورات إيجابية إيمانية تجاه الناس والحياة والعبادات وغيرها من تصورات الإسلام وقيمه، وهو دور صعب في واقع الأمر ويصعب أن يقوم به معلم وحده، ولكن ينبغي أن تكون هناك مؤثرات أخرى تؤثر على ذلك الإنسان ليستبدل تصوراته تلك السلبية بأخرى إيجابية إيمانية.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.