بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 15 يناير 2024
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد روي عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشدب، عظيم الهامة أي الرأس، رجل الشعر، إذا انفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب، سوابغ من غير قرن أي دقيق الحواجب في تمام وسبوغ بينهما عرق يدره الغضب، ومعني أقنى العرنين.
أي محدودب وسط الأنف في تمام وكمال له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية أدعج، سهل الخدين، ضليع الفم بمعنى واسع الفم، وهذا يدل على الفصاحة، أشنب وهو صفاء الأسنان، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دُمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادنا متماسكا، سواء البطن والصدر أي ليس بالهزيل ولا بالسمين، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس أي المفاصل، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القصب بمعنى تام العظام، شثن الكفين والقدمين أي ضخمهما في حُسن، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين.
ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلعا، ويخطو تكفؤا، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت معا خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جُل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبدأ من لقيه بالسلام" قلت صف لي منطقه، قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليس له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، دمثا ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تعرض للحق لم يعرف أحدا، ولم يقم لغضبه شيء، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها.
وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فضرب بباطن راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب وأعرض أشاح، وإذا ضحك غض طرفه، جُل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام، فكتمتها الحسين زمانا، ثم حدثته، فوجدته قد سبقني إليه، فسألني عما سألته، ووجدته سأل أباه عن مدخله ومجلسه وشكله، فلم يدع منه شيئا" ولقد كان النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم يتصف بجميع الصفات الحميدة، وجمع في شخصه جميع سجايا الأنبياء وكانت فيه شجاعة إبراهيم، ورجولة موسى، ورحمة هارون، وصبر أيوب، وعظمة سليمان، ووداعة يحيى، وتواضع عيسى عليهم السلام.
إضافة تعليق جديد