رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 سبتمبر 2024 5:40 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الرسول وصاحبه في الغار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، الحمد لله مدبر الشهور والأعوام ومصرف الليالي والأيام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام، اللهم رحمتك نرجو، وإياك ندعو، فأدم علينا فضلك، وأسبغ علينا نعمك، وتقبل صلواتنا، وضاعف حسناتنا، وتجاوز عن سيئاتنا، وارفع درجاتنا، يا رب العالمين، أما بعد. 

لقد كانت هناك أمور عظيمة صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم أثناء تخطيطه للهجرة النبوية المشرفة حيث يذهب صلى الله عليه وسلم إلأي رفيق الرحلة أبي بكر الصديق ليخبره بذلك ثم يعود صلى الله عليه وسلم إلى بيته ويعرّف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالأمانات التي عنده ليؤديها إلى أهلها، وفي ظلمة الليل يجتمع شباب قريش ويطوقون منزله صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الساعة الحرجة يأمر النبي  المصطفي صلى الله عليه وسلم الإمام علي أن يبيت في فراشه وأن يغطي رأسه ببرده الحضرمي، ويفتح النبي صلى الله عليه وسلم الباب ويخترق صفوف المجرمين ويمشي بين سيوفهم، وهم مع هذا لا يرونه ثم يأخذ من تراب الأرض ويذره على رؤوسهم الواحد تلو الآخر ثم يمضي بحفظ الله ورعايته، وبات الإمام علي رضي الله عنه على فراشه صلى الله عليه وسلم وغطى رأسه والمجرمون ينظرون من شق الباب يتهافتون أيهم يضرب صاحب الفراش بسيفه. 

وفي الصباح يكتشف هؤلاء الطامعين في قنل النبي صلى الله عليه وسلم فشلهم فيعودون وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم، وعندما سمعت قريش بهذا الخبر فجن جنونها وثارت ثائرتها فوضعت جميع طرق مكة تحت المراقبة المشددة وأعلنت عن جائزة كبيرة قدرها مائة ناقة لمن يعيد محمدا أو أبا بكر حيين أو ميتين، وفي بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه كان آل أبي بكر على موعد مع حدثين، أما الحدث الأول فقد انطلق نفر من قريش إلى بيت أبي بكر فقرعوا الباب فخرجت إليهم السيدة أسماء فقالوا لها أين أبوك ؟ قالت لا أدري، فرفع أبو جهل يده فلطم خدها لطمة شديدة حتى سقط قرطها من أذنها، وأما الحدث الثاني فقد كان أبو بكر خرج بكل ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم مع الرسول  صلى الله عليه وسلم فأقبل والده أبو قحافة وكان شيخا كبيرا قد ذهب بصره فدخل على السيدة أسماء بنت أبي بكر وقال والله إني لأراه فجعكم بماله مع نفسه. 

فقالت السيدة أسماء كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا فأخذت أحجارا ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده وقالت ضع يدك على هذا المال، فلما وضعها قال إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن قريشا ستجد في الطلب والبحث عنه شمالا باتجاه المدينة، فاتجه هو وصاحبه جنوبا إلى غار ثور على طريق اليمن ولما انتهيا إلى الغار روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل الغار وسد جحوره بإزاره حتى بقي منها اثنان فألقمهما رجليه، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونام في حجر أبي بكر، وبينما هو نائم إذ لدغت رجل أبي بكر من الجحر فتصبر ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه لكن دموعه غلبته فسقطت على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستيقظ ليرى صاحبه قد لدغ قال يا أبا بكر مالك، قال لدغت فداك أبي وأمي، فتفل صلى الله عليه وسلم على رجله فبرأت في الحال.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.