رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 4 مايو 2024 7:13 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الشريعة الإسلامية مع الوالدات

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 27 فبراير 2024
الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيّا، ونورا مضيّا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن حقوق الطفل وأن من حقوق الطفل في الإسلام هو حق الرضاع ويتفق علماء الإجتماع والطب على أن الأم هي أقرب الناس إلى ولدها، وأن لبنها هو أفضل غذاء له من غيره، وقد دعت المنظمات الدولية المعنية بالطفولة الأمهات في جميع أنحاء الأرض.
إلى العودة إلى الرضاعة الطبيعية لما في ذلك من تأثير كبير على صحة ونمو ونفسية الطفل وكما أن الشريعة الإسلامية وجهت الوالدات بأن يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، وجعلت حق الطفل في الرضاع واجبا دينيا وذلك مصداقا لقوله الله عز وجل كما جاء في سورة البقرة " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" ولقد أجمع الفقهاء على وجوب إرضاع الطفل ما دام في حاجة إليه، وهو في سن الرضاع مع إختلاف في وجوبه على من؟ حيث قال بعض الفقهاء يجب على الأب الاسترضاع لولده، وقال بعضهم إنه يجب على الأم بلا أجرة، وأيا كانت الإختلافات الفقهية فإن المهم هنا هو ضمان حصول الطفل على الحليب اللازم لنموه في صغره حتى إن مات والده وأصبح يتيما.
وهذا الحق مقرر كذلك للطفل اللقيط، وكما أن من حقوق الطفل في الغسلام هو حق النفقة، وهذا الحق من الحقوق المقررة للأبناء على الآباء في التشريع الإسلامي، وقد أجمع الفقهاء على أن على المرء نفقة أولاده الأطفال الذين لا مال لهم لأن ولد الإنسان بعضه وهو بعض والده، كما يجب عليه أن ينفق على نفسه وأهله وأبنائه، كذلك على بعضه وأهله، حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة الطلاق "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا" كما عد الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم النفقة على الأبناء والأهل خير نفقة ينفقها الرجل، فعن ثوبان رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله" والنفقة الواجبة كما يعرفها الفقهاء هي كفاية من يمونه خبزا وإداما وكسوة ومسكنا وتوابعها، كما تشمل النفقة الرضاع والحضانة والعلاج والمصاريف المدرسية وغيرها من الأمور اللازمة، وقد روي في الحديث أن رجلا من الأنصار توفي وخلف أطفالا صغارا، وكان قد صرف ما يملكه من أموال قبيل موته بقصد العبادة وجلب رضا الله تعالي مما أدى بأطفاله إلى أن يمدوا يد العوز والحاجة يوم وفاته، وعندما بلغ هذا النبأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لقومه ما صنعتم به؟ قالوا دفناه، فقال أما أني لو علمته ما تركتكم تدفنونه مع أهل الإسلام، ترك ولده يتكففون الناس"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.