بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 24 يناير 2024
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد إن التفريض في الوطن والتفريط الأرض كالتفريط في العرض ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالعرض وما أدراك ما العرض؟ فإن الأعراض أمانة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع وهو يودع الصحابة بل إن شئت فقل وهو يودع الأمة الإسلامية جمعاء أيها الناس " إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ومن مات أو قتل دون عرضه وشرفه فهو شهيد.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم " ومن قتل دون أهله فهو شهيد" واعلموا يرحمكم الله أنه مهما انتفخ الباطل وانتفش فإنه زاهق ومهما انزوي الحق وضعف فإنه ظاهر، فالله الله في المحافظة على الأوطان، الله الله في المحافظة على العرض، الله الله في المحافظة الأرض، الله الله في الأمن والأمان التي تنعم بها مصرنا الغالية، وإن العلم هو ذلك النور الذى يضئ لنا الطريق وهو الشعاع الذى يدخل علينا فنبصر من خلاله على أمور الدنيا التى تعيننا على أمور الاخره وهو الطريق الذى يعرفنا الى طريق الله عز وجل والعلم هو طريق الى الجنة ونعيمها في الدنيا والآخرة ومع ذلك فإن مجالس العلم مظنات السكينة والرحمة وتنزلات الملائكة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
" من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد في عون أخية، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به علمه لم يسرع به نسبة" رواه ابن ماجه، وعن صفوان بن عسال رضي الله تعالى عنه قال " آتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد متكئ على برد له أحمر، فقلت له يا رسول الله، إنى جئت أطلب العلم، فقال.
"مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة وتظله بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب" وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر" والعالم الصالح مقدم في أبواب الفضل على العابد كما جاءت بذلك الأحاديث، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب"
وإن للعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة وعبادة عظيمة لله وامتثال لأمره، عن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار، أمر به سبحانه وتعالى فقال "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون".
إضافة تعليق جديد