رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 9 فبراير 2025 5:19 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الصحابة يتلقون نعي ذو النورين

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي الجليل والخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقيل أنه لما بلغ الإمام علي بن أبى طالب، رضي الله عنه هذا الخبر، وقيل كان بحضرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما بلغه هذا الخبر، الحسن، والحسين، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن طلحة بن عبيد الله، فلطم الحسين، وضرب الحسن، في صدره، وسب عبد الله بن الزبير، ومحمد بن طلحة، وقال لهم كيف يُقتل، وهو بين أيديكم؟ ثم قال اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ثم قالوا له إنهم قد ندموا على ما فعلوا، ولما بلغ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه خبر قتل عثمان رضي الله عنه استغفر له وترحم عليه، ثم قال " اللهم اندمهم ثم خذهم " 

 

ودعوته رضي الله عنه مستجابه لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له أن يكون مستجاب الدعوة، واستجاب الله عز وجل لدعوته، فقد أقسم بعض السلف بالله إنه ما مات أحد من قتلة عثمان إلا مقتولا، وتأخر بعض هؤلاء القتلة إلى زمن الحجاج، وقتل على يده، ولم يفلت أحد منهم من القتل، وباءوا بشرَّي الدنيا والآخرة، وبعد هذه الأحداث أخذت السيدة نائلة بنت الفرافصة رضي الله عنها زوجة عثمان رضي الله عنه، أخذت القميص الذي قتل فيه الخليفة عثمان رضي الله عنه وعليه دماؤه، وأصابعها، وكفها التي قطعت، وهي تدافع عن زوجها، وأعطت كل ذلك للنعمان بن بشير رضي الله عنه، وقالت له خذهم إلى معاوية بن أبي سفيان فهو وليه. 

 

وحمل النعمان بن بشير رضي الله عنه هذه الأمانات إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بالشام، فلما وصلت هذه الأشياء إلى معاوية رضي الله عنه علقها على المنبر في المسجد، وبكى وأقسم أن ينتقم، وأن يثأر له، ووافقه أهل الشام جميعا على ذلك، وكان فيهم الكثير من الصحابة، كأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وغيرهم رضي الله عنهم جميعا، وكان أبو الدرداء قاضي الشام، ومن أعلم أهلها، وأفتى رضي الله عنه بوجوب أخذ الثأر من قتلة عثمان رضي الله عنه، فجلس سبعون ألف رجل يبكون تحت قميص عثمان بن عفان ويقسمون على الأخذ بثأره، وكان من بين من وافق على هذا الأمر وأفتى به، بوجوب أخذ الثأر، أبو مسلم الخولاني وهو من كبار التابعين. 

 

ويُقال أنه أعلم أهل الشام بعد أبي الدرداء رضي الله عنه، ووصل هذا الخبر إلى السيدة عائشة رضي الله عنها، وأرضاها، وكانت في مكة هي وجميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم للحج، وكن في طريقهن إلى المدينة عائدات من الحج حين بلغهم مقتل عثمان رضي الله عنه، فرجعن إلى مكة مرة أخرى.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.