بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 27 يناير
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إنه بمجرد أن يقرر الوالدان الإنفصال والطلاق، يمر أفراد الأسرة بعدة مراحل من التكيّف، وتكون هذه المراحل هي حادة وانتقالية بعد الطلاق، وفي المرحلة الحادة وهي الفترة التي يقرر فيها الآباء الانفصال، بما في ذلك الوقت الذي يسبق الطلاق، غالبا ما يكون الاضطراب في أقصى درجاته،وقد تستمر هذه المرحلة مدة عامين، وفي أثناء المرحلة الانتقالية وهي الأسابيع التي يحدث فيها الطلاق الفعلي، يكون الطفل في فترة تكيّف مع العلاقة الجديدة بين الوالدين والزيارة والعلاقة الجديدة مع الوالد غير الوصي.
وبعد الطلاق وهو المرحلة التالية للطلاق، ينبغي أن يحدث نوع مختلف من الاستقرار، وإن أثناء الطلاق، قد تبدو الواجبات المدرسية غير مهمة بالنسبة للأطفال والمراهقين، وغالبا ما يصبح الأداء المدرسي أسوأ، وقد يكون لَدى الأطفال أوهام حول أن الوالدين سيتصالحان، وتختلف التأثيرات في الأطفال وفقا للعمر ومستوى النمو الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين اثنين إلى خمس سنوات قد يواجهون صعوبة في النوم ونوبات الغضب، وقلق الانفصال، وقد تتدهور مهارات استخدام المرحاض، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة إلى اثني عشر سنة ويمكن أن يشعروا بالحزن والغمّ والغضب الشديد ومخاوف غير منطقية وهي الرّهاب، وما عن المراهقين فغالبا ما يشعرون بعدم الأمان والوحده والحزن وينخرط البعض منهم في سلوكيات تنطوي على المخاطرة.
مثل تعاطي المخدرات ومعاقرة الخمرة والجنس والسرقة والعنف، وقد يصاب البعض الآخر باضطرابات الأكل، أو يصبحون متحدين أو يغيبون عن المدرسة أو ينضمون إلى أقران ينخرطون في سلوكيات في نزعة من المخاطرة، ويحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على التعبير عن مشاعرهم لشخص بالغ يستمع إليهم بانتباه ويستطيع الأطفال من خلال النصح الحصول على شخصٍ بالغٍ مُحبّ، وعلى النقيضٍ من والديهم، لن يبدي انزعاجه من مشاعرهم، ويتكيف الأطفال بشكل أفضل عندما يتعاون الوالدان مع بعضهما بعضا ويركزان على احتياجات الطفل، وينبغي على الوالدين أن يتذكرا أن الطلاق يفصل بينهما كزوجين فقط، وليس في علاقتهما كوالدين لأطفالهما، ولذلك، كلما أمكن، ينبغي أن يعيش الوالدان بالقرب من بعضهما بعضا.
وأن يعاملان بعضهما بعضا باحترام في وجود الطفل، وأن يحافظا على دور الآخرين في حياة الطفل، وأن يضعا في اعتبارهما رغبات الطفل فيما يتعلق بالزيارة، وينبغي إعطاء الأطفال الأكبر سنا والمراهقين صوتا مسموعا في ترتيبات المعيشة، ولا ينبغي على الآباء مطلقا أن يقترحوا أن يتخذ أطفالهم موقفا متحيزا، وأن يحاولوا عدم التعبير لأطفالهم عن مشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، وينبغي على الآباء القيام بأمور هامة مع الأطفال منها مناقشة القضايا بصراحة وبصدق وبهدوء، والبقاء ودودين الإستمرار في الإنضباط المتواصل، والحفاظ على التوقعات العادية فيما يتعلق بالأعمال المنزلية والعمل المدرسي، ويستطيع الوالدان الحفاظ على التواصل مع أطفالهم مفتوحا من خلال تشجيعهم على الثقة والتعبير عن مشاعرهم.
فعلى سبيل المثال إذا نوّه الطفل إلى الغضب حول الطلاق، يستطيع أحد الوالدين القول "إذن، فإن الطلاق يجعلك غاضبا" أو "أخبرني المزيد عن ذلك" كما يشجّع السؤال حول مشاعر الطفل على مناقشة الانفعالات الحساسة أو المخاوف أيضا، ويشجّع الآباء أطفالهم على الإقرار بمخاوفهم وما يشغل بالهم من خلال التحدث عن مشاعرهم الذاتية فعلى سبيل المثال، وبالنسبة إلى الطلاق، قد يقول أحد الوالدين "أنا حزين أيضا حول الطلاق،ولكن أنا أعلم أيضا أنه الشيء الصحيح الذي ينبغي أن تفعله الأم والأب، وعلى الرغم من أننا لن نستطيع العيش معا بعد الآن، إلا أننا سنبقى نحبك سوية ونعتني بك دائما" وعند القيام ذلك، يستطيع الوالدان مناقشة مشاعرهما وتقديم الطمأنينة وشرح أن الطلاق هو الخيار المناسب لهما.
وفي بعض الأحيان، يحتاج الأطفال، خصوصا الأصغر سنا، إلى سماع نفس الرسالة مرارا وتكرارا، ويسترد معظم الأطفال الإحساس بالأمن والدعم خلال نحو عام من الطلاق إذا قام الوالدان بالتكيّف والعمل لتلبية احتياجات الأطفال، وبالنسبة للطفل يمكن أن يؤدي الزواج الجديد لأي من الوالدين إلى خلق نزاع جديد، ولكن ينبغي أن يستعيد الإحساس بالاستقرار والديمومة إذا جرى التعامل معه بشكل مناسب من قبل جميع البالغين المعنيين، ويشعر بعض الأطفال بعدم الولاء لأحد الوالدين عن طريق قبول الزوج الجديد للوالد الآخر.
إضافة تعليق جديد