رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 2 يوليو 2024 6:18 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن العلم بحر لا ساحل له

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إن من أهم فضائل العلم أن أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة، ويستدل لذلك بحديث معاوية رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله معطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي الله بأمره " رواه البخاري، وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطائفة " إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم " وقال القاضي عياض رحمه الله " أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث " وكما أن من أهم فضائل العلم أن الرسول المصطفي عليه الصلاة والسلام.
لم يرغب أحدا أن يغبط أحدا على شيء من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما طلب العلم والعمل به، والتاجر الذي جعل ماله خدمة للإسلام فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها " وكما أن من أهم فضائل العلم هو ما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل ما بعثني الله به من الهدي والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاّ.
فذلك مثل من فقه في الدين ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلت به " وكما أن من أهم فضائل العلم أنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلي الجنة " رواه مسلم، وإنه ينبغي علي طالب العلم المثابرة، فطالب العلم لا يعرف الملل ولا الكلل ولا يتوقف عن الطلب فالعلم بحر لا ساحل له ونهر لا ينقطع، ويقول بعض السلف اطلب العلم من المهد إلى اللحد، أي منذ الطفولة إلى الموت، وكان كثير من السلف يطلبون العلم ويكتبونه، فيدخل أحدهم إلى الأسواق ومعه المحبرة وهي الدواة التي فيها الحبر وسنه كبيرة فيقال لا تزال تحمل المحبرة ؟ فيقول مع المحبرة إلى المقبرة.
أي لا نزال نواصل العلم، ويقول الفقيه أبو الحسن على بن عيسى الولوالجي دخلت على أبى الريحان وهو يجود بنفسه، قد حشرج نفسه وضاق به صدره قد بلغ من العمر ثمني وسبعين سنة فقال لي في تلك الحال كيف قلت لي يوما حساب الجدات الفاسدة وهى التي تكون من قبل الأم ؟ فقلت له إشفاقا عليه أفي هذه الحالة ؟ قال لي يا هذا ‍‍ أودّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أخليها وأنا جاهل بها فأعدت ذلك عليه وحفظ وخرجت من عنده وأنا في الطريق فسمعت الصراخ، وكما ينبغي علي طالب العلم مذاكرة العلم وقد قيل إحياء العلم مذاكرته فأدم للعلم مذاكرته، ولقد كان سلفنا الصالح يتواصون بمذاكرة العلم ويقول أحدهم مذاكرة ليلة أحب إلي من إحيائها، ويعني هذا جلوسي في هذه الليلة أتذكر العلم وأتذكر ما حفظته أحب إلي من أن أقومها قراءة وتهجدا وصلاة وركوعا وسجودا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.