بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 14 فبراير
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن عملات النقد كسلعة نقدية يعود نجاحها إلى حد كبير إلى قابليتها، وقوة التحمل، وقابلية النقل والقيمة الكامنة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقادة السياسيين السيطرة على إنتاج القطع النقدية من التعدين والصهر والتعدين فضلا عن تداولها واستخدامها، وهناك أشكال أخرى من الثروة والمال، مثل الأبقار، تخدم المجتمعات الرعوية بنجاح، ولكنها ليست سهلة النقل، وهي بالطبع معرضة للكوارث البيئية، وسرعان ما أصبحت الأموال أداة للسيطرة السياسية، ويمكن فرض الضرائب لدعم النخبة والجيوش.
حتي يمكن للجيوش أن تجيّش، غير أن الأموال قد تعمل أيضا كقوة إستقرار تعزز التبادلات السلمية للسلع والمعلومات والخدمات داخل المجموعات وفيما بينها، وكما يعتبر المال بمثابة سجل أو ذاكرة للمعاملات والتفاعلات على مدار التاريخ، وعلى سبيل المثال هو إستخدم الأوروبيين في القرون الوسطى العصي الحسابية على نطاق واسع كدليل لتسجيل الديون، وفي الماضي كما هو الحال اليوم، لم يكن أي مجتمع مكتفيا ذاتيا تماما، والمال يسمح للناس بالتفاعل مع المجموعات الأخرى، وكما استخدم الناس أشكالا مختلفة من العملة لتعبئة الموارد والحد من المخاطر وخلق التحالفات والصداقات استجابة لأوضاع اجتماعية وسياسية محددة، فالوفرة والأدلة الشاملة تقريبا على حركة السلع الغريبة.
في مناطق متنوعة يسكنها أشخاص مستقلون عن بعضهم البعض من الصيادين إلى الرعاة والمزارعين وسكان المدن تشير إلى أهمية العملة كمبدأ جامع، وانها مثل لغة مشتركة يمكن للجميع تحدثها، وعلى سبيل المثال، الناس الذين عاشوا في الفترة التكوينية المبكرة التي يرجع تاريخها إلى عام ألف وربعمائة وخمسون إلي عام ألف وخمسمائة قبل الميلاد، استخدموا السبج وأصداف اللؤلؤ وخام الحديد ونوعين من الفخار كعملات للتجارة، وفي واحد من أوائل الأمثلة على نجاح التجارة العالمية هي تجارة الطرق الحريرية البحرية، التي ربطت الأوروبيين والآسيويين والأفارقة في التجارة العالمية التي كانت تحويلية وتأسيسية في آن واحد، وفي أعمال التنقيب قد استخرجت عملة صينية من عهد يونغل تونغباو تبلغ من العمر ستمائة عاما.
وكان ذلك في ميناء مندا التجاري الكيني القديم، على المحيط الهندي وكانت القطع النقدية الصينية أقراص صغيرة من النحاس والفضة بها ثقب في المركز بحيث يمكن ارتداؤها على حزام، وهذه العملة أصدرها الإمبراطور يونغل من أسرة مينغ وكان مهتما بالبعثات السياسية والتجارية إلى الأراضي الواقعة خارج بحر الصين الجنوبي وأرسل الأميرال تشنغ هي لاستكشاف تلك الشواطئ، قبل نحو ثمانون عاما قبل وصول فاسكو دا غاما إلى الهند من البرتغال، وفي عصرنا هذا، فإن حيازة العملة النقدية تميز الأغنياء عن الفقراء، والدول المتقدمة عن البلدان النامية، والشمال عن الجنوب الصاعد، وتكشف الإكتشافات الأثرية من هذا النوع عن إندماج أفريقيا في التفاعلات التجارية في المحيط الهندي، وهي تظهر أيضا أدلة على أن اقتصادات السوق القائمة على الأموال النقدية كانت تتطور في هذا الوقت.
إضافة تعليق جديد