رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 سبتمبر 2024 5:53 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الغلبة لأولياء الله المخلصين

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك رضينا بالله تعالى ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا ثم اما بعد إنه في يوم السبت لأربع أيام بقين من شهر ذي القعدة سنة عشر من الهجرة المباركة، نادى منادي رسول الله صل الله عليه وسلم، بقصده الحج لهذا العام، فاجتمع حوله أكثر من مائة ألفا من الناس في مشهد عظيم، فيه معاني العزة والتمكين، ألقى الرعب والفزع في قلوب أعداء الدعوة ومحاربيها، وكان غصة في حلوق الكفرة والملحدين، قبل ثلاث وعشرين سنة من ذلكم الوقت، كان هناك فرد وحيد، يعرض الإسلام على الناس فيردونه، ويدعوهم فيكذبونه، في ذلكم الحين كان المؤمن لا يأمن على نفسه أن يصلي في بيت الله وحرم الله، وها هم اليوم مائة وخمسة وعشرون ألفا أو يزيد يلتفون حول الصادق الأمين. 

صلي الله عليه وسلم في مشهد يوحي بأكمل معاني النصر والظفر، ويجسد صورة رائعة، تحكي لنا بأن الزمن وإن طال، فإن الغلبة لأولياء الله المخلصين وجنده وحزبه المفلحين، مهما حوربت الدعوة وضيق عليها، وسامها الأعداء ألوان العداء والاضطهاد، فإن العاقبة للحق ولأهل الحق العاملين المصلحين, فقال تعالي فى سورة البقرة" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب" وقد سار ذلكم الركب المبارك يدوس الأرض، التي عذب من عذب فيها، وسحب على رمضائها من سُحب، ساروا يمرون على مواضع لم تزل ولن تزال عالقة في ذكراهم، ذاقوا فيها ألوان العذاب والقهر والعنت، سار صل الله عليه وسلم ليدخل المسجد الحرام الذي لطالما استقسم فيه بالأزلام. 

وعبدت فيه الأصنام، دخله طاهرا نقيا، تردد أركانه وجنباته لا إله إلا الله، ورجع الصدى من جبال بكة ينادي" لبيك اللهم لبيك" وسميت هذه الحجة حجة الوداع لأنه صل الله عليه وسلم ودع الناس فيها وتوفي بعدها بقليل، وقد خطبهم صل الله عليه وسلم بعد الظهر في الغد من يوم النحر وهو علي ناقته القصواء في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشرا أنه "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وصلوا أرحامكم واحذروا من أسباب قطيعتهم، واستحضروا دائما ما أعد الله للواصلين من الثواب وما أعده للقاطعين من العقاب، وكونوا من أهل الصفح والعفو والجود والكرم، وادفعوا بالتي هي أحسن، وكونوا من الصالحين والمصلحين لعلكم تفلحون، فإن صلة الرحم عمل يسير، لكنه عند الله عظيم الأجر.

فكثير من المسلمين مَن يتعمد قطع هذه الصلة إلا من رحم ربي، تراه يغدو ذهابا وإيابا إلى المسجد، لا تفوته سجدة، شديد الحرص على الفرائض والنوافل، تأتي مواسم الطاعة، رمضان، والعشر من ذي الحجة، وغيرها، فيكون من أشد الناس تعبدا لله، يُكثر من ختماته في هذه المواسم، وغيرها، ويُكثر من قيام الليل والمناجاة والاستغفار، وهو قاطع لرحمه، فهل ترى كم تعبدت لله ونسيت أنه لا يقبل عمل قاطعٍ للرحم فتكون كالذي يحمل كيس مثقوب يضع فيه الكثير، فلا يشعر إلا وهو خاوي، ولو أصلحت هذا الثقب لملكت كنوزا عظيمة ثوابا من عند الله، فاعلموا أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قاطع الرحم لا يدخل الجنة" أتترك الجنة وتأخذ بنفسك إلى عذاب النار؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.