رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 26 يونيو 2024 1:52 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن اللهم أعطي منفقا خلفا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد تميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات بعدد من السمات جعلته بحق مجتمعا فريدا لم تعرف البشرية مجتمعا مثله جمع في ثناياه هذه السمات الحميدة، ليكون أنموذجا يرتجى، ومثالا يحتذى عند العقلاء من بني البشر، فهو مجتمع موحد وهذه أعظم خاصية أختص بها المجتمع الإسلامي أن مبناه على توحيد الله عز وجل ملتزما بشرعه في كل تصرفاته، معتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبِّر للأمور، المستحق للعبادة والخضوع والخشوع، وإنه لمكسب عظيم، وتجارة رابحة أن ينال المسلم الأجر العظيم بصدقة لا تنقص ماله بل تزيده، وتنزل البركة فيه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم"ما من يوم إلا وينزل ملكان فيقول أحدهما اللهم أعطي منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعطي ممسكا تلفا " 

وفي شأن الصدقة والإنفاق وردت أحاديث كثيرة تبين أن الصدقة بأى لون من ألوان المال والمنافع هي باب من أعظم أبواب دخول الجنة، فعن أبي كبشة الأنمارى رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها، وأحدثكم حديثا فاحفظوه إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل رحمه، ويعمل لله فيه بحقه، فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية، يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان، فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يتخبط في ماله بغير علم. 

لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعمل فيه بحق، فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو نيته ووزرهما سواء" وفي هذا الحديث العظيم دلالة على أن نية المؤمن النية الصادقة أن ينفق في سبيل الله أو يعمل أي عمل من الأعمال الصالحة تبلغه منازل العاملين إذا كانت نيته صادقة، وليست مجرد أمنية كاذبة، كما هو حال بعض الأشقياء الذين يتمنون أن يرزقهم الله، ولو رزقهم لكفروا وبخلوا، ومما يبين فضل الصدقة وثمارها الطيبة في الدنيا أن يجد المتصدق صدقته زكاء لماله، وطهارة له، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اَسقى حديقة فلان.

فتنحّى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له يا عبد الله، ما اسمك؟ قال فلان، للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له يا عبد الله لِما تسألني عن اسمي؟ فقال إني سمعت صوتا في السحاب الذى هذا ماؤه يقول اسقى حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها؟ قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه، وهكذا بارك الله لهذا الرجل، ووسع عليه رزقه، وكفاه مؤنة زرعه، حتى وكّل ملكا بالسحابة يقول لها اسقى حديقة فلان ويخصها دون غيرها لذلك لا عجب أن نرى كثيرا من الناس الأغنياء والأثرياء الذين يصابون بالكوارث والمصائب. 

والنكبات المالية والأزمات النفسية بسبب عدم إخراجهم للصدقات الواجبة عليهم، وشحهم وبخلهم من جهة، وعدم إنفاقهم وتطوعهم في سبيل الله عز وجل.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.