رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 26 يونيو 2024 3:56 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الله أعلم بمن يكلم في سبيله

 
بقلم/ محمـــد الدكــــروري

إنه ينبغي علي المسلم المقاتل عند لقاء العدو الثبات بالصبر والاحتساب والإخلاص لله عز وجل، حيث يقول النبي صلي الله عليه وسلم " من سأل الله الشهادة صادقا يعني في سبيل الله بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه متى طلب الشهادة في سبيل الله وهو صادق ولم تتيسر له، بلغه الله منازل الشهداء فضلا منه بسبب نيته الصادقة التي علمها الله منه، ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ترغيبا في الجهاد واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف يعني أن حصولها والفوز بها مربوط ومرتهن بالجهاد في سبيل الله بالنسبة إلى هذا الجانب وإن كان لها طرق أخرى، الجنة لها طرق أخرى فالإسلام كله طريق للجنة، وهكذا الأعمال الصالحات كلها من أسباب الجنة، ولا بأس بأن نقول فلان شهيد ما لم يعلم بوجود مانع من ذلك. 

فقال الإمام البخارى فى "باب لا يقول فلان شهيد" والظاهر أن هذا محمول على القطع بمآله في الآخرة ونَيله فيها درجة الشهداء، ولهذا أردفه بقوله "قال أبو هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله" وكذلك قال السندى "قوله فى "باب لا يقول فلان شهيد" أي بالنظر إلى أحوال الآخرة، وأما بالنظر إلى أحكام الدنيا فلا بأس، وإلا يشكل إجراء أحكام الدنيا، ومع هذا فلا يعرف قدر النفس ويعادلها ثمنها إلا من خلقها سبحانه وتعالى، لأنه أعلم بها فقال تعالى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" وهذا بمعنى أن حياة الذكر الجميل ولسان الصدق في الحب والتذكار الدائم والشعور من الناس بالفضل والمن للشهداء كونهم آثروا الناس عليهم في طلبهم للشهادة في مظانها.

فالشهيد بهذا المعنى من أجود الخلق وأكثرهم فضلا وعطاء وأما المعنى الثاني فقد بينه كثير من العلماء والمفسرين حيث قالوا بأن هذه الحياة حقيقية كاملة المعنى ومن فضل الله تعالى عليهم أن لهم منازل من النعيم يوم القيامة حيث لا يفزعون ولا يحيق بهم خوف ولا أذى، فقال الله تعالى " والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم" وإن من الأنبياء من أذاقه الله تعالى طعم الشهادة كنبي الله زكريا ونبي الله يحيي عليهما السلام وغيرهما كثير من أنبياء بني إسرائيل كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله تعالى " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق" وأما عن قوله تعالى " ويقتلون الأنبياء بغير حق" فقد روى ابن جرير رحمه الله من حديث أبي عبيدة رضي الله عنه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 

"يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا، من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف، ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم، وهم الذين ذكر الله عز وجل ويعني قوله سبحانه وتعالى " إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين يغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم" وروى ابن أبي حاتم رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال" قتلت بنو إسرائيل ثلاثمائة نبي من أول النهار وأقاموا سوق بقلهم من آخره" وإن من اختصاص الله تعالى بالفضل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه جمّع له بين أجر الموت وأجر الشهادة، إذ كانت أكلة المرأة الخيبرية تعاوده بالألم كل حين حتى وافاه الأجل بسببها، 

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه " يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهرى من ذلك السم"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.