رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 ديسمبر 2024 1:47 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن المؤمن بين مخافتين

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 29 يوليو 2024
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد يقول الحسن البصري طلبت خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة فأعيتني فلزمت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فقال كان يقول في خطبته يوم الجمعة يا أيها الناس إن لكم علما فانتهوا إلى علمكم و إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم فإن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع الله فيه وبين أجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه فليتزود المرء لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم
ومن الصحة قبل السقم فإنكم خلقتم للآخرة والدنيا خلقت لكم و الذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار" رواه البيهقي، وإن الرزق للإنسان من الله عز وجل انه ليس هو المال فقط، وإن الكثير من الناس ينظرون إلى الرزق نظرة ضيقة قاصرة فهم يتصورون انه المال فحسب، كلا، فقال ابن منظور في لسان العرب الرزق هو ما تقوم به حياة كل كائن حي مادي كان أو معنوي، فالإيمان بالله تعالي رزق وحب النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم رزق وحب الصحابة رزق والعلم رزق والخُلق رزق والزوجة الصالحة رزق والحب في الله عز وجل رزق والمال رزق وما أنت فيه الآن رزق وصيامك للنهار رزق وقيامك الليل رزق إلى غير ذلك، والرّزاق بكل هذه الأرزاق.
فهو الله سبحانه وتعالي القائل في كتابه كما جاء في سورة هود " وما من دآبة ٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" وإنه ما من إنسان على وجه الأرض مهما كانت عقيدته إلا وقضية الرزق تشغل باله في الليل والنهار، فحينما تستمع إلى أحاديث الناس فتجد أن معظم أسئلتهم عن هذه القضية، فيخرج الإنسان من بيته في الصباح الباكر لكي يوفر المال لنفسه وعياله، وإن الإنسان يفكر في إحتياجات أسرته من مأكل ومشرب ومسكن وكما يفكر في أولاده في دروسهم في ملابسهم في مأكلهم ومشربهم ويستمر هذا التفكير حتى يكبر أولاده فيدأ التفكير في تجهيزهم وفي إعدادهم لمرحلة أخرى هي مرحلة الزواج وهذه هي قضية الرزق في حياة كثير من الناس، والسؤال هنا هو ما هي وجهة نظر الإسلام لقضية الرزق؟
أو ما هي القواعد التي وضعها الإسلام لقضية الرزق ؟ أو ما هي القواعد التي ينبغي للمسلم أن يعتقدها وهو يتوجه في هذه الحياة للسعي وراء لقمة عيشه ؟ فنقول بأن الإسلام يحث على العمل وينهى عن البطالة والكسل، حيث حثنا ديننا الإسلامي على العمل في كثير من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول تعالي كما جاء في سورة التوبة " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ويقول تعالي كما جاء في سورة الملك "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" ومن هنا فان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ومن سار على دربهم قد شمروا عن ساعد الجد، وعملوا قدر إستطاعتهم في خدمة دينهم وأمتهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.