رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 23 نوفمبر 2024 7:39 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن المجاهدين الذين سقوا أرضهم بدمائهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذي كان من وصاياه عند موته صلى الله عليه وسلم هو ما رواه عنه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى" رواه مسلم، وكان من أقواله صلى الله عليه وسلم التي قالها في أيامه الأخيرة حين أحس بدنو أجله قوله " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا" رواه البخاري ومسلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" رواه البخاري ومسلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها المؤمن الصالح أو ترى له" رواه مسلم. 

وكان عامة وصيته صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت قوله "الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملكت أيمانكم، حتى جعل يغرغر بها صدره ولا يفيض بها لسانه صلى الله عليه وسلم " رواه ابن ماجه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لقد عبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حبه لمكة عندما كان خارجا منها فقال يوم هاجر من مكة " اللهم أنتي أحب البلاد إلى الله، وأنت أحب البلاد إليَّ، ولولا المشركون أهلك أخرجوني لما خرجت منك" كما أكدت وثيقة المدينة مفهوم الوحدة والعدالة بين أفراد المجتمع، ومنعت التظالم بينهم، كما كفلت لغير المسلمين حقوقهم وتسامحت معهم وبينت لهم واجباتهم.

وإنه أمر يدعو للتعجب عندما ترى البعض يستمتع بكل منجزات الوطن ويعيش في خيراته ويستفيد من جميع إمكاناته ويستخدم جواز سفره للتنقل بعزة وكرامة بين جميع الدول، وفي الوقت نفسه يتردد أو يخجل من أن يشيد ويثني ويتغنى بوطنه أمام أبناء الأوطان الأخرى، ولو نظرنا إلى تاريخنا لرأينا الكثير من الأبطال والمجاهدين الذين سقوا أرضهم بدمائهم، للدفاع عنها، وتحريرها من الاستعمار، فكل هذا نابع من حب الوطن والتضحية من أجله بالدماء والأرواح، فلا يمكن التهاون مع من يسرق الأوطان ويستعمرها، وليس علينا أن نخاف إذا قمنا بإنشاء جيل يضحي بكل ما يملك من أجل الوطن، فهو تاريخنا، وحاضرنا، ومستقبلنا الذي سيصنع أمجادنا، ويسطرها على مر الزمان تعبيرا عن حب الوطن.

فإن حب الوطن، والالتصاق به، والإحساس بالانتماء إليه، هو شعور فطري غريزي، يعم الكائنات الحية، ويستوي فيه الإنسان والحيوان، فكما أن الإنسان يحب وطنه، ويألف العيش فيه، ويحن إليه متى بعد عنه، ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه، فإنه ليس من الضروري أن يكون الوطن جنة مفعمة بالجمال الطبيعي، تتشابك فيها الأشجار، وتمتد على أرضها المساحات الخضراء، وتتفجر في جنباتها ينابيع الماء، لكي يحبه أبناؤه ويتشبثوا به، فقد يكون الوطن جافا، أرضه جرداء، ومناخه قاس، لكن الوطن رغم كل هذا، يظل في عيون أبنائه حبيبا، وعزيزا، وغاليا، مهما قسا ومهما ساء، ولكن هل الوطن يعرف حقيقة حب أبنائه له؟ ولكن هل الوطن يعرف حقا أنه حبيب، وعزيز، وغالى على أهله؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.