رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 11:54 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الملك لويس يبحر من مرفأ إيجو مورت

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 16 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية أنه في اليوم الرابع والعشرين من شهر جمادى الأولى لعام ستمائة وست وأربعون من الهجرة، الموافق في الخامس والعشرين من شهر أغسطس ألف ومائتان وثماني وأربعون ميلادي، أبحر الملك لويس ملك فرنسا من مرفأ إيجو مورت، وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا، وكان الأسطول الصليبي ضخما ويتكون من نحو ألف وثماني مئة سفينة محملة بنحو ثمانون ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم، وكان يصحب لويس زوجته مرجريت دو بروفنس وأخويه شارل دي أنجو وروبرت دي أرتوا، ونبلاء من أقاربه.

ممن شاركوا في حملات صليبية سابقة مثل هيو دو بورجوندي، وبيار دو بريتاني، وغيرهما، كما تبعته سفينة على متنها فرقة إنجليزية يقودها وليم أوف سليزبوري، الأصغر، و فير روزاموندن وكانت هناك فرقة اسكتلندية مات قائدها باتريك الثاني، إيرل دونبار، وفي عام ألف ومائتان وتسع وأربعون ميلادي، أثناء سفره إلى مرسيليا، أراد الملك لويس التوجه مباشرة إلى مصر لكن مستشاريه وباروناته فضلوا القيام بوقفة تعبوية لتجميع كل السفن والمقاتلين قبل التوجه إلى مصر، فتوقف بجزيرة قبرص، حيث انضم إليه عدد كبير من بارونات سوريا وقوات من فرسان المعبد، المعروفون بالداوية، والاسبتارية التي قدمت من عكا تحت قيادة مقدميها، وأثناء توقف لويس بقبرص قام باستقبال وفد مغولي سلمه رسالة ودية من خان المغول.

يعرض عليه فيها خدماته للاستيلاء على الأراضي المقدسة وطرد المسلمين من بيت المقدس، فأرسل لويس هدية لخان المغول، وكانت عبارة عن خيمة ثمينة على هيئة محراب كنيسة عليها رسم يمثل بشارة الملائكة لمريم العذراء، لترغيبه في اعتناق المسيحية، ولسوء حظ لويس، اعتبر المغول هديته رسالة تعني قبوله الخضوع لهم فطلبوا منه إرسال هدايا لهم في كل عام مما أصابه بصدمة، توقف الحملة الصليبية في قبرص أدى إلى تسرب أنبائها إلى مصر قبل وصول سفنها إلى المياه المصرية، ويقال أن فريدرك الثاني، الذي كان في صراع مع بابا الكاثوليك، بعث إلى السلطان أيوب يخبره بإبحار لويس التاسع لغزو مصر، مما منح السلطان أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات.

وفي مايو عام ألف ومائتان وتسع وأربعون ميلادي، ركب لويس سفينته الملكية "لو مونتجوي" وأمر باروناته باتباعه بسفنهم إلى مصر فأبحرت السفن من ميناء ليماسول القبرصي، وأثناء التوجه إلى مصر وقعت عاصفة بحرية قوية تسببت رياحها في جنوح نحو سبعمائة سفينة من سفن الحملة إلى عكا وسواحل الشام، وكان ضمن المقاتلين على متن السفن الجانحة نحو ألفان ومائة من فرسان لويس التاسع الذين كان مجموعهم نحو ألفان وثماني مائة فارس، فتوقف لويس لوقت قصير في جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه "هيو دو بورجوندي" الذي كان ينتظر هناك، ثم أبحر جنوبا صوب مصر.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.