رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 سبتمبر 2024 2:18 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الوقوع في صفات المنافقين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ثم أما بعد، لقد حذر الإسلام من النفاق لأنه داء خطير يفسد الحياه ويعكر صفوها ولعظيم خطره قطع خوف النفاق قلوب السابقين فساءت ظنونهم بأنفسهم، ويقول ابن أبي مليكة "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه" ويقول الحسن رحمه الله "لا يأمنه إلا منافق، ولا يخافه إلا مؤمن" فاحذر الوقوع في صفات المنافقين وجانب نعوتهم، واجتهد في إخلاص عملك لله، والقيام بالعبادة له ظاهرا وباطنا، وأد الصلوات المفروضة مع جماعة المسلمين في المساجد.

وأنتم عظيم الرغبة شديد الفرح بها، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فهو آية الإيمان، وعليك بالثبات عند النوازل وأكثر من ذكر الله، فيقول أهل العلم "لو لم يكن من فوائد الذكر إلا أنه ينفي عن صاحبه النفاق لكفى به فائدة" واصدق في حديثك، وأد ما ائتمنت عليه على التمام، وأوفي بعهدك على الدوام، وكن حليما في الخصام، وابتعد عن سماع الأغاني والمعازف فإنها تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل، وألح على ربك بأن يهب لك إيمانا راسخا، وأن يحميك من النفاق وخلاله، وإن من صور النفاق الإجتماعي الشائع في زماننا هو التلون في العلاقات وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي. 

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الصفة الذميمة بقوله "تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه" متفق عليه، وذو الوجهين هو الذي يأتي إلى طرفين كالرئيس والمرؤوس أو جارين متخاصمين أو طائفتين متنافرتين إما لعصبية لنسب أو مذهب ديني فيظهر للطائفة الأولى المحبة والمودة والموافقة لمذهبهم ويمتدح فعلهم ويقدح في فعل الطائفة الأخرى ويظهر مخالفتهم ثم يذهب للطائفة الأخرى ويظهر لهم المودة والمحبة والموافقة ويمتدح عملهم ويقدح في الطائفة الأخرى ويظهر مخالفتهم لأجل أن يفسد بينهما وقد يكون مقصده الإطلاع على أسرار كل طائفة لأن الناس عادة لا يظهرون أمورهم الخاصة ومعايبهم إلا لمن يظهر لهم المحبة والموافقة.

ويأمنون جانبه ويحسنون فيه الظن وذو الوجهين لا يتمكن من ذلك إلا بإظهار الإخلاص والموالاة لهم، وذو الوجهين يكون مع قوم على صفة ومع غيرهم على صفة أخرى فإذا عاشر أهل الصلاح أظهر لهم الصلاح والتقوى والوقوف عند حدود الله وإذا عاشر الفساق أظهر لهم الفجور والفواحش وتباهى بالسيئات يستميل كل قوم بما يحبون لينال عندهم حظوة خلافا للمؤمن الثابت على صفة واحدة، وهذه الصفة من كبائر الذنوب التي ورد فيها الذم والوعيد لما تشتمل عليه من الكذب والخداع وهي من صفات النفاق وقد ورد في سنن أبي داود " من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار" وقال ابن مسعود رضي الله عنه "إن ذا اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة" رواه ابن أبي شيبة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.