بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 6 أغسطس 2024
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد يا من فرح بفضل الله تعالي عليه بالإيمان، احذر أن يحبط عملك ويزول إيمانك بسبب دسيسة سوء أشربها قلبك، واحذر خصال النفاق فإنها بريد الفسق والكفر، ودع الكذب فإنه موجوب للفجور ثم النار، وإياك والغدر فلواء الغدر ينصب يوم القيامة للتشهير بالغادرين، ولا تخلف الوعد ولا تفجر في الخصومة فإن هذا دأب المنافقين ويا من كان عنده معصية مستديمة أخفاها عن الناس واطَّلع عليها رب الناس.
استغفر الله تعالي منها وحاذر أن يحبط عملك بسببها، فقال الإمام أحمد رحمه الله ما يؤمن أحدكم أن ينظر النظرة فيحبط عمله؟ "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب إليم" واعلموا أن أعظم الناس تعاهدا للإيمان وحرصا على الثبات هم أعظم الناس قربا من الله عز وجل ومنزلة لديه وزلفى إليه، فهذا الخليل إبراهيم أبو الأنبياء يقول وهو يبني بيت الله الحرام ويضع لبنة على لبنة "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم" وها هو يكسر الأصنام ويحطمها قطعة قطعة ثم يسأل الله تعالي لنفسه وذريته الثبات على التوحيد والسلامة من الشرك فيقول "واجنبني وبني أن نعبد الأصنام" وها هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف عليه السلام.
وهو في آخر فصل من فصول حياته التي تقلب فيها بين الإيمان والصبر والرسالة والدعوة إلى التوحيد وأنواع العبودية، ها هو يخضع لربه في موقف هو من أشرف مقامات البشر وأعزها وأرفعها فيقول "رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين" وهذا هو الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم وهو إمام المرسلين وسيد ولد آدم أجمعين لا ينفك من دعاء ربه كل حين فيقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" وكان صلي الله عليه وسلم يقول كل صباح وكل مساء " أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه" ويعلمه ربه الإستعاذة من كيد الشيطان وفتنته فيقول تعالي له " وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون"
ويقول تعالي له "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم" وهاهم عباد الله المتقون وحزبه المفلحون يتوبون من ذنوبهم ويأوبون إلى مولاهم فيثني عليهم ربهم بقوله تعالي " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" فإن مرض النفاق، ذلكم الخلق الذميم والذنب الكبير الذي يصيب الإنسان في عقيدته وفي عمله، فيخسر في دنياه وفي أخراه، فإنه خلق ذميم ووصف قبيح، وداء يصيب القلوب بالمرض، والمجتمعات بالوهن، وهو مسبب في المحن والفتن، ومزيل للنعم والمنن، طارد للخير، جالب للشر، فذلكم هو مرض النفاق وما أدراكما ما النفاق هو مرض خطير، وشر مستطير، يميت القلوب ويفسدها، من اتصف به خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
إضافة تعليق جديد