بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 8 إبريل 2024
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ووفقنا لإدراك شهر الصيام والقيام، أحمده سبحانه وله الحمد في البدء والختام والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد يجب أن نربي أطفالنا في المدارس على أن يتقبلوا كل شيء من التعليم النافع البناء الذي يعود بالنفع علي الفرد وعلي المجتمع وأن نعمل على غرس الإيجابية، في شخصية الطفل منذ صغره، وإن معظم العوامل التي تؤثر في بناء شخصية إيجابية للطفل هي سلاح ذو حدين، بمعنى أن المدرسة كما تؤثر تأثيرا إيجابيا في الطفل من الممكن أن يأتي تأثيرها عكسيا لأن المعلمين والطلاب الآخرين وأصدقاء الطفل في المدرسة يؤثرون بشكل مباشر في شخصية الطفل، فإذا أعطينا مساحة من الحرية للطفل في المنزل لكي يقوم ببناء شخصية إيجابية.
بالتالي يكون أقدر بالمحافظة على هذه الشخصية الإيجابية في المدرسة وأمام أصدقائه، كما أن المعاملة غير اللائقة التي قد يشهدها من بعض المدرسين، والتي لم يعتد عليها في المنزل تنعكس على شخصيته بالسلب، وبالتالي من الممكن أن تؤثر المدرسة بشكل كبير على شخصية الطفل، سواء عن طريق الأصدقاء، أو معاملة المعلمين للطفل، وحتى يكون الطفل إيجابيا فلا بد أن تتوافر عدة أشياء منها أن يكون لدى الطفل توازن داخلي وخارجي بمعنى أن لديه القدرة على التحكم في عواطفه ونوباته العصبية كالغضب والفرح، وأن يعبر عن نفسه بطريقه مميزة، يعلم جيدا ما يريده، ويدرك جيدا ما يناسبه وما لا يناسبه، والطفل المتعاون، والطفل الذي من الممكن الاعتماد عليه في حل مشكلاته بمفرده، كما أنه أيضا هو الطفل الذي يتمتع بالمرونة في التعامل والفكر السليم.
كل هذه المهارات الحياتية تؤكد على أن هذا الطفل إيجابي، وأن أي طفل يولد كصفحة بيضاء بل ناصعة البياض، وتنقسم سماته الشخصية فجزء منها هي جينات متوارثة من العائلة، والجزء الأكبر تكون سمات مكتسبة من خلال المعاملة، والبيئة المحيطة به، والتنشئة الاجتماعية، وغيرها، وبالتالي فإن الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون إيجابيا ومتفائلا حيث إنه لا يعرف السيئ والقبيح والخطأ، وبهذا فإن مهمة الآباء تنحصر في تنمية هذه الصفات الإيجابية، وإلا فسوف تقتل في داخله هذه الإيجابية الجميلة، وربما هذا الصدد يدلل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة" فالطفل في بداية حياته يرغب في تجربة كل شيء واختبار معظم الأشياء، فهو من داخله لا يدرك أن ما يفعله صحيح أم خاطئ.
وإذا اهتمت كل أسرة ببناء شخصية إيجابية للطفل، فإن هناك فوائد كثيرة لا حصر لها، حيث نقوم بإعداد وبناء جيل قوي لديه ثقة بالنفس، جيل إيجابي ومبادر، جيل يملك تقديرا ذاتيا مرتفعا لأقصى الحدود، جيل يقدس معنى تبادل الرأي واحترام الآخر، فإذا استطعنا أن نخلق هذا الجيل الإيجابي سوف يزداد الإبداع والنجاح وتطور المجتمع في كل النواحي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الاهتمام ببناء شخصية قوية إيجابية مبادرة للطفل منذ الصغر، فنجد أن الله تعالى أكد على أهمية تعليم الأطفال قبل أن يبلغوا أدب الاستئذان، نسأل الله العلي الأعلى أن يكون من العلم النافع والعمل الصالح، ونسأله سبحانه الثبات على دينه وشريعته، وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته، ووالدينا أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق جديد