بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 27 فبراير 2024
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارا بربوبيته، وإرغاما لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمناء دعوته وقادة ألويته و ارضي عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن التربية الإسلامية الشاملة.
وإن تحقيق الهدف العام للتربية الإسلامية متمثلا في العبودية الحقة لله تعالى يتطلب تحقيق أهداف فرعية كثيرة، منها أولا هو التنشئة العقدية الصحيحة لأبناء المجتمع المسلم لإعداد الإنسان الصالح الذي يعبد الله عز وجل على هدى وبصيرة، وثانيا وهو أن يتخلق الفرد في المجتمع المسلم بالأخلاق الحميدة من صدق، وأمانة، وإخلاص وغير ذلك من الأخلاق، مقتديا في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي شهد له ربه سبحانه بقوله تعالي " وإنك لعلي خلق عظيم" وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وبذلك يمكن تهيئة المجتمع المسلم للقيام بمهمة الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وثالثا وهو تنمية الشعور الجماعي لأفراد المجتمع المسلم بحيث يرسخ لدى الفرد الشعور بالإنتماء إلى مجتمعه.
فيهتم بقضاياه وهمومه، ويرتبط بإخوانه عملا بقول الله تعالى " إنما المؤمنون أخوة" وقوله صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وقوله صلى الله عليه وسلم " ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وبذلك تتأكد روابط الأخوة الإيمانية الصادقة بين أبناء الأمة المسلمة، ورابعا وهو تكوين الفرد المتزن نفسيا وعاطفيا، وذلك بحسن التوجيه وحسن الحوار مع الأطفال، ومعالجة مشاكلهم النفسية وغير ذلك مما يساعد على تكوين شخص فاعل وعضو نافع لمجتمعه، وخامسا وهو صقل مواهب النشء ورعايتها لتكوين الفرد المبدع، الذي يتمتع بالمواهب والملكات التي باتت ضرورة ملحة لتقدم المجتمعات في الوقت الحاضر.
وذلك بتنمية قدرات النشء على التفكير الابتكاري، ووضع الحلول للمشكلات المختلفة، وتنمية قدراتهم على التركيز والتخيل والتعبير، وإستثارة الذهن بالأسئلة والمناقشات، وتوجيه الأطفال إلى الأمور التي قد تكون أكبر من سنهم، ورفع همتهم، وتنظيم تفكيرهم، وسادسا وهو تكوين الفرد الصحيح جسميا وبدنيا، الذي يستطيع القيام بدوره وواجبه في عمارة الأرض وإستثمار خيراتها، والقيام بأعباء الإستخلاف في الأرض ومهامه، التي جعله الله خليفته فيها عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" ولهذا شجع الإسلام على أمور تقوي الجسم كالرمي، والفروسية، والسباحة، وكان الصحابة يتبارون ويتمرنون على رمي النبل، وصارع الرسول صلى الله عليه وسلم ركانة بن عبد يزيد فصرعه صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك سببا في إسلامه.
إضافة تعليق جديد