رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 سبتمبر 2024 4:36 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن حكم التهنئة بإستقبال شهر رمضان

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 3 مارس 2024

إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، 

وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" رواه البخارى ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله، يوم القيامة، من ريح المسك " رواه البخاري ومسلم، وقد أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، ولله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم" أخرجه النسائى.

وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فكان يشوق أصحابه إلى رمضان، كما قيل له حرض المؤمنين على القتال، كذلك يشوق المؤمنين إلى مواسم الطاعة، فيقول" أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله صيامه، تفتح فيه أبواب السماء بين فرضيته، بين قدومه، بين ميزاته، تفتح فيه أبواب السماء، تغلق فيه أبواب الجحيم، تغل فيه مردة الشياطين، وهذه هى الإعانة على العبادة تصفيد المردة لأجل تمكين الناس من الإقبال، فإن المردة يحولون بينهم وبين الطاعة، والله قد هيأ لنا الأسباب بقي العمل منا، لله فيه ليلة خير من ألف شهر لتشتاق النفوس للعمل، ولتتهيأ وتزداد في مضاعفة الجهد في هذا الشهر، وأما عن حكم التهنئة باستقبال شهر رمضان، فإنها طيبة، فقال ابن رجب رحمه الله "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان.

وكيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين، وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن هذا فقال طيبة ويعني التهنئة، وهى التهنئة بدخول رمضان لأنه شيء في النفوس يعتلج في النفس، ولذلك فإن البوح به والإخبار، إنه من الطاعات، إن الناس كانوا فيما مضى يتراءون الهلال من شوقهم لرمضان ويتراءون ويحاولون أن يروا الهلال، وهذه سنة مختفية في هذا الزمن المتأخر، فيقول تراءى الناس الهلال، أى إنهم يخرجون لرؤيته، وإنهم يبحثون عنه، فإن النفوس متلهفة والقلوب مقبلة، ولذلك العيون والأبصار متطلعة، تريد أن ترى الشهر، وتراءى الناس الهلال، وهى سنة البحث عن الهلال، فإنها اشتياق لرمضان.

وهكذا فإن التحرى لهلال هذا الشهر ليس مقصورا على ناس معينين توكلهم المحكمة، لا، تراءى الناس الهلال يعني كل الناس، فلو أن إنسانا عرف من أين يخرج الهلال، وقبل كم من غروب الشمس يكون موجودا، وفي أي ناحية من السماء، وعلى أى درجة يكون مرتفعا، وكيف يكون شكله، وفتحة الهلال إلى أي جهة، إنه يستعين بهذه المعلومات على الترائى لأن الشخص العادى لا يعرف في أي جهة يظهر الهلال، ولا في أي مكان، ولا الساعة كم، ولا عادة قبل مغيب الشمس بكم، ولا يدري هل هو أصلا قبل مغيب الشمس، أو بعد مغيب الشمس، فالتحري لهذا الهلال من أدلة الاشتياق للعبادة، وأيضا فيه إعانة على الطاعة لأن إخبار المسلمين بعضهم بعضا، بهذا الدخول، ضبط الشهر مطلوب شرعا، وضبط الشهر واجب، أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالتحري، وقد أمر بالتحرى.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.